اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: القضية ليست في التمثال !!

العمود الثامن: القضية ليست في التمثال !!

نشر في: 7 مايو, 2024: 09:56 م

 علي حسين

طلب مني بعض القراء الأعزاء أن أكتب رأيي فيما يتعلق بالحملة التي يقودها البعض لإزالة تمثال أبو جعفر المنصور من إحدى ساحات بغداد ، وقبلها كانت هناك اصوات تطالب بتهجير ابو حنيفة من منطقة الاعظمية ،

 

وكنت قد كتبت تعليقاً قصيراً على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي " الفيسبوك " قلت فيه: " يفتخر الأشقاء في مصر بمؤسس القاهرة فيقولون بكل اعتزاز " قاهرة المعز " ، ويتغنون بمن بناها " اللي بنى مصر كان في الأصل حلواني " والتي جاءت لتعبر عن الروعة والجمال الذى أسس عليها القائد الفاطمي مدينة القاهرة . وفي بلاد الرافدين عليك أن تحذر خوفاً من أن تتهم بالانتماء للبعث أو تصنف إرهابياً عندما تقول إن أبو جعفر المنصور بنى بغداد ، وسيقولون لك : وماذا فعل المنصور ؟، مجرد سور، وينسون أو يتناسون أن بغداد كانت درة العالم في ذلك الزمان " ، فكتب البعض من القراء الأعزاء يشرحون لجنابي أن المنصور كان طاغية وقتل الكثير من العلماء .. بالتأكيد لست في وارد الدفاع عن أبو جعفر المنصور ، ولا يوجد في تاريخ العالم منذ قرون حاكما لا يحب كرسيه ومستعد لقتل اقرب المقربين منه لو فكر ولو للحظة واحدة ان يجلس على هذا الكرسي . ولكنني ياسادة ضد أن نحول التاريخ إلى سردية تثير الضغائن وتفرق العراقيين .

في كل يوم نجد من يخرج علينا ليحذرنا من النظر إلى تمثال أبو جعفر المنصور لأنه متهم بسرقة أموال الكهرباء، والاتفاق مع حسين الشهرستاني على لفلفة عقود النفط، وهناك من يعتقد أن قطع رقبة أبو جعفر المنصور سيضع العراق في مصاف الدول الأكثر تقدماً ، فيفوز في سباق التنمية على اليابان ويدحر سنغافورة والإمارات، ولم تجد الدولة من حل لمجابهة هذه الدعوات الطائفية سوى أن تضع في كل مرة حراساً على التمثال، وكان بإمكانها وإمكانياتها الكبيرة أن تعتقل أصحاب الدعوات، لكنها ياسادة الديمقراطية التي يفهمها البعض على أنها إشاعة الخطاب المتطرف وتخوين الآخر، ولم تنته حكاية أبو جعفر المنصور ، حتى وجدنا من يطالب باعتقال "أبو حنيفة النعمان" ويحذر من خطر اسمه "أبو حنيفة"، وكيف أن وجوده وسط بغداد يهدد الحياة السعيدة التي تعيشها مدن البصرة وميسان والحلة، وقرأنا سيلاً من البيانات والشتائم تطالب بتطهير العراق من كل الذين يتظاهرون لأنهم خطر على مستقبل البلاد، وسعى بعضهم إلى إيهام الناس بأن المشكلة ليست في غياب الأمن ولا في أرتال الفاسدين الذين يعششون في معظم مؤسسات الدولة، ولا في غياب أبسط شروط العيش، وإنما في أعداء النجاح المتربصين للانقضاض على المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

 علي حسين تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها بعض النواب، حيث يظهرون بالصورة والصوت ليعلوان أن المحاصصة...
علي حسين

كلاكيت: عشرة أعوام على رحيل رينيه

 علاء المفرجي في الذكرى العاشرة لرحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة عقود...
علاء المفرجي

نحو هندسة للتوافق التنموي

ثامر الهيمص وليكن نظرك في عمارة الارض، ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد ولم يستقم امره الا قليلا. في...
ثامر الهيمص

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

رشيد الخيون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه "التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين"، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء "الأصنام"، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت "طالبان" تمثالي بوذا(مارس2001)،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram