تعاني البلاد نقصا كبيرا في معدل إنتاج الطاقة الكهربائية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على المواطن، ووضع موضوع الكهرباء في صدارة جلسات الجالسين ، كونه حديث الساعة !

وفي ظل التدهور "الخطير" في هذا القطاع، تعلن وزارة الكهرباء في موقفها اليومي انخفاض إنتاجها من الطاقة الكهربائية إلى 6650 ميغاواط، وبطاقة ضائعة بلغت 3046 ميغا واط، مبينة بأن تجهيزها بغداد والمحافظات "تراجع" .

مقرر لجنة النفط والطاقة البرلمانية قاسم محمد قاسم أوضح أن وزارة الكهرباء لم تستطع القيام بمهامها بالشكل المطلوب منذ سقوط النظام المقبور حتى الآن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الفساد المالي والإداري والروتين "المميت" والعقود الوهمية أثرت سلبا على الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية.

وقال قاسم، وهو نائب عن التحالف الكردستاني، في حديث لـ"المدى" أن "قلة الوقود هو سبب مهم في تدهور قطاع الكهرباء، لكن الأسباب الرئيسة هي الفساد المالي والإداري المستشري في الوزارة، بالإضافة إلى الروتين المميت والعقود الوهمية". 

وأضاف إن "العراق أنفق أكثر من 30 مليون دولار على هذا القطاع، ولم يستطع زيادة الإنتاج أكثر من 1000 ميغاواط تقريبا"، مبينا أن إقليم كردستان استطاع إنتاج 2000 ميغا واط بمبلغ لا يتجاوز ملياراً أو ملياري دولار".

ولفت قاسم إلى أن لجنته اجتمعت يوم أمس لمناقشة أزمة الكهرباء من جديد، مؤكدا أن اللجنة أمرت بتشكيل لجنة مصغرة مكلفة بمتابعة هذا الموضوع والخروج بتقرير موسع في اقرب وقت ممكن أقصاه أسبوعان، وإعلام رئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء بنتائج هذه التقارير.

حالة غريبة  !

وتحدث قاسم نقلا عن زميل "سابق" له في اللجنة من محافظة بابل، أن "محطة كهرباء بابل توقفت ثلاث مرات، بعد افتتاحها رسميا من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي قبل أسبوعين، ولكن الملفت في الأمر هو توقف هذه المحطة عن العمل بعد مغادرة رئيس الوزراء، أي أن المحطة لم تعمل سوى ساعة واحدة أثناء وجود رئيس الوزراء، والمحطة متوقفة حتى الآن".

وأكد مصدر في كهرباء بابل توقف محطة "الحلة الغازية الثانية"،مشيرا إلى أن مدينة الحلة تعاني نقصا كبيرا في الطاقة الكهربائية بسبب هذه المحطة.

الكهرباء تطالب بقانون رادع للمتجاوزين

وفي سياق متصل، قال مدير إعلام توزيع كهرباء الرصافة مكي شبيب إن هنالك جداول أسبوعية لإزالة التجاوزات على خطوط الشبكة الكهربائية، بالتعاون مع عمليات بغداد.

وأشار شبيب في تصريح خصّ به "المدى" إلى أن "المتجاوزين يعودون مرة أخرى بعد ذهاب اللجان المختصة بإزالتها، الأمر الذي يضطرنا إلى العودة مرة أخرى ورفعها"، متابعا أن "الوزير طالب بإصدار قانون يردع المتجاوزين، لكن حتى الآن لم يتم إصدار أي قانون بخصوص هذا الأمر".

وذكرت الوزارة أن إنتاج العراق من الطاقة الكهربائية قد انخفض إلى 6650 ميغا واط، مقارنة بـ 7000 ميغا واط للثلاثاء الماضي، مشيرة في الوقت ذاته إلى ازدياد نسبة الفرق بين الطلب والتوليد إلى 57 % بعد انخفاض الطلب على الطاقة بواقع 11626 ميغا واط.

وتابعت أن "الضائعات المفقودة من منظومة الكهرباء الوطنية بلغت 3046 ميغا واط ، منها 2220 ميغا واط بسبب أعمال الصيانة والتأهيل ، إضافة إلى 285 ميغا واط بسبب شح الوقود وانخفاض الغاز ، فضلا عن 540 ميغا واط بسبب انخفاض تصاريف المياه".

وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أعلن، في (25 آذار 2011)، أن العراق سيصدر الطاقة الكهربائية لدول الجوار خلال العام المقبل 2013، مبينا أن إنتاج الطاقة الكهربائية المجهزة للمواطنين خلال الصيف المقبل ستصل إلى 9000 ميغا واط، وستصل خلال العام المقبل إلى 20 ألف ميغا واط. وسبق أن أكدت وزارة الكهرباء، مطلع شباط 2012، أن أزمة الكهرباء ستحل بشكل كبير خلال العامين المقبلين، فيما أشارت إلى أن واقع الطاقة سيشهد تحسناً ملموساً الصيف المقبل.

لافتة إلى إنجاز الربط النهائي لخط (قائم ـ تيم 400 كي في) الذي تم بموجبه ربط منظومة الكهرباء الوطنية العراقية بمنظومة الكهرباء السورية، تمهيداً لاستيراد الطاقة عبر الربط الثماني.

ويستورد العراق حاليا الطاقة الكهربائية من إيران بواقع 1000 ميغا واط عبر أربعة خطوط هي خط كرمنشاه - ديالى وخط سربيل زهاب - خانقين وخط عبدان - البصرة، وخط كرخة - عمارة وتغذى هذه المحافظات عبر خطوط كهرباء الضغط العالي، فضلا عن 100 ميغا واط من تركيا.