اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فيلم روكي في البرلمان

العمود الثامن: فيلم روكي في البرلمان

نشر في: 27 مايو, 2024: 11:31 م

 علي حسين

أعترف أنّ الكتابة اليومية تتطلب من صاحبها جهداً كبيراً ، فصاحب النافذة اليومية مطلوب منه أن يُقدِّم شيئاً يتجاوز ما اطلعت عليه الناس في الأخبار، وشاهدته من خلال الفضائيات، فالعبور إلى جسر الناس يتطلب من الكاتب أن يسعى كل يوم إلى الاطمئنان على أنّ العلاقة بينه وبين القارئ لم تدخل في مرحلة ” الضجر واللامبالاة ” ، وأن الكلمات حاضرة ومؤثرة.. وأن نافذته لا تزال تحمل طعم ومذاق مائدة عامرة.

 

كثيراً ما تلقيت رسائل الأصدقاء والقرّاء ، البعض يسأل ومنهم مَن”يلوم”، لأنني ما زلت أتابع سهريات البرلمان ، والبعض الآخر يعاتبني لأنني توقفت عن ملاحقة الحيتان الكبار ، وأمسكت بتلابيب عالية نصيف ، وأبو مازن ، ونسيت أن البرلمان تحول إلى منصة للشتائم القبيحة كان آخرها صرخة السيد محسن المندلاوي القابض على كرسي رئاسة البرلمان وهو يهلل داخل القبة وأمام الكاميرات بعبارة أعتذر عن ذكرها ، وبعضلات للنواب تذكرنا بعضلات بطل فيلم روكي ، والاختلاف أن روكي في الفيلم لم يشتم أحداً، بينما روكي في قبة البرلمان لم يترك لفظاً مسيئاً يعتب عليه .. أنا والأعزاء القراء نعرف جيداً أن برلماننا العزيز يسعى وبجدارة لزيادة مساحات الخراب والفشل حولنا .

يعرف الجميع : أن رجل السياسة في العراق مادة دسمة للكتابة الساخرة ، ولكن ياسادة ياكرام ، سوف يظل الفارق كبيراً في الحجم بين ما نكتبه ، وسخرية السيدة عتاب الدوري التي اكتشفنا مؤخراً أنها :” نبض الشارع العراقي وصوته المدوّي ” وهي تشرح لنا مسألة معضلة القضاء على المدعو ” أبو بريص ” ، وأتمنى أن لا تجرف الصحافة السيدة حنان الفتلاوي ، وتنافس الفقراء من أمثالي على أرزاقهم .

هل نحن شعب لا يحب السخرية ؟ لماذا نصر على أن ندشّن كل صباح من أيامنا الكئيبة، بحثاً عن حزنٍ ، لنجد أنفسنا حزانى ، متشائمين، نتحرك فاغري الأفواه، ننظر إلى وجوه أبطال المسلسلات الباكية، لم نحتمل وجود ساخرين كبار من أمثال حبزبوز ” الذي مات معوزاً، وسليم البصري ” الحاج راضي” الذي اقتصّت منه الكآبة وضيق الحال لتنتهي حياته وهو لا يملك ثمن علبة سجائر.

كان المفكر الإيراني الراحل، علي شريعتي، ، يقول "إن الكاتب الذي يتجرّد من مجتمعه ، هو الخطر الأكبر على هذا المجتمع ، حتى إنْ صعد على عرش المفكرين بالعالم، ليبقى مجتمعه على الانحطاط نفسه، ولو جاء أبو ذر الغفاري بدلاً من آلاف من أمثال الكتّاب الذين لا لزوم لهم، لتخلّصت مجتمعاتنا من التخلف وأنظمتها الدكتاتورىة الحاكمة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

 علي حسين تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها بعض النواب، حيث يظهرون بالصورة والصوت ليعلوان أن المحاصصة...
علي حسين

كلاكيت: عشرة أعوام على رحيل رينيه

 علاء المفرجي في الذكرى العاشرة لرحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة عقود...
علاء المفرجي

نحو هندسة للتوافق التنموي

ثامر الهيمص وليكن نظرك في عمارة الارض، ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد ولم يستقم امره الا قليلا. في...
ثامر الهيمص

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

رشيد الخيون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه "التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين"، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء "الأصنام"، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت "طالبان" تمثالي بوذا(مارس2001)،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram