إحسان شمران الياسريالسيد وزير التربية في دولة خليجية قام بزيارة إلى إحدى المدارس، ولم يجد المدرس في صفّه.. فباشر بتدريس الطلبة الدرس المقرر بدلاً من المدرس. ووجه بعد انتهاء الحصة بمعاقبة المدرسة والمدير. ولهذه الحادثة أبعاد تربوية وإدارية ولا أدري إن كانت لها أبعاد سياسية.. إذ لا أدري إن كان الوزراء في الخليج لهم شغل بالسياسة!..
إن وجود وزير التربية في صف دراسي يمثل بادرة لتأكيد وظيفة الوزير في متابعة العملية التربوية في بلاده والاطلاع ميدانياً على المستوى العلمي للطلبة، ومدى تحقق الرسالة التربوية على يد المدرسين (الغائب منهم والحاضر).. أكثر من هذا، فإن وزير التربية هو الشخص الأول في المسؤولية عن نشأة وتطور الجيل الجديد ابتداءً من الصف الأول الابتدائي ولحين الالتحاق بالتعليم العالي.. وهي فترة طويلة من مسؤولية هذه الوزارة، تزرع خلالها كل ما تريده من القيم في جيل يبدأ بعد عقد آخر بقيادة الحياة في الدولة.. فبعد انتهاء ولاية وزارة التربية على تعليم الطالب يكون عمرهُ قد جاوز الثامنة عشرة من عمره.. ويكون قد استوعب دروس التربية الوطنية والقيم الاجتماعية وحتى الدينية التي تتبناها الدولة، وقيم التسامح (أو القيم الثورية المتشددة) في أحيان أخرى.. وعندما يجد الطالب إن الوزير المسؤول عن قطاع التعليم الأولي، يتدخل في تفاصيل تنشئته وتأهيله، بل ويتولى دور المدرس في إيصال العلم إليه، سوف يتوكل على الله ويبذل الجهد المناسب لكسب العلم وتحصيل الدرجات المنشودة ليكون عند حِسن ظن وزيره.وفي بلادنا، يبدو إن هناك تعقيدات عديدة تحول دون ممارسة السيد وزير التربية لهذهِ التجربة، بعضها يرتبط بالواقع وظروفه.. فمع إني لا أعرف الرجل عن قرب، وأتمنى له التوفيق، أتوقع أن يدخل معه للصف الدراسي العشرات من الحراس والحماية والمرافقين يزيد على عدد الطلاب، مما قد يضطر الطلاب لمغادرة الصف وترك المكان لمعاليه مع حمايته.. ومن أجل هذا، قد لا تنجح هذه التجربة، مع إني أتمنى أن يمارسها السيد وزير التربية بعد أن يكون وحده في الصف مع طلبته.rnihsanshamran@yahoo.com
على هامش الصراحة:وزير التربية

نشر في: 5 ديسمبر, 2010: 04:56 م