اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك :(نصيحة الثور)

هواء فـي شبك :(نصيحة الثور)

نشر في: 10 ديسمبر, 2010: 09:46 م

 عبدالله السكوتي اندهشت حين رأيته قد اعتمر عقاله العربي، ووقف قريبا مني وكنت منهمكا في السلام على بعض الاصدقاء الذين جاءوا ليعتصموا في شارع المتنبي احتجاجا على كبت الحريات ومحاربة الثقافة والمثقفين، في تجمعات الصحفيين والادباء والتي باتت هي منفذهم الوحيد على العالم، انتبهت الى رجل ينغزني واذا به احميد الفهد وقد جاء الى الاعتصام، مؤمنا بطريق الاعتصام السلمي والدعوة الى المطالبة السلمية بالحقوق المهضومة،
مع الايمان التام بالتجربة الديمقراطية ومتابعة السير على تمتين اواصر الديمقراطية وعدم السماح للاخرين بمحاولة حرف مسيرتها نحو المصادرة والتهميش، واذكاء نار الدعوات التي تدعو الى مصادرة الآخر تحت شرائع وذرائع عديدة، سحبته من يده الى مقهى قريب، لنحتسي الشاي والشاي فقط، لنضع بعض المتخرصين امام حقيقة الاعتصام الذي كان يدعو وبطريقة مؤدبة الى احترام الحريات المدنية ولنضع اللبنة الاولى في جدار عراق ديمقراطي لامجال فيه للمصادرة والتهميش، ولنضع تقولات البعض امام حقيقة ساطعة مفادها ان الديمقراطية في خطر اذا ما درج امثال هؤلاء على التشنيع بالآخرين، وسلوك هذا البعض سلوكا ينم على احترام وجهة نظر واحدة ضاربا بسهامه من يحاول الاعتراض على التصرفات الفردية؛ المهم تجاذبنا اطراف الحديث، وبحسب اسلوبه الساخر وقهقهاته العالية، ضحك طويلا واردف:(اكلك خاف انسولف وتلومنه الناس، ويصير رباط السالفة حجة يشتكون بيها علينه، او هسّه تدري الجلمه صارت تهمه، والمحاكم اتكيف على هيج دعاوي، مابيها خساره)، علمت من خلال ضحكاته انه يحمل في جعبته حكاية جديدة، فضحكت وقلت:(فجرها يا احميد او داعتك هذا وكتها)، فقال:يحكى ان بطة حسدث الثور على حجمه الكبير، وانه يستطيع ان يرى من خلف صخرة كانت موضوعة بقرب البحيرة العالم باسره، فاقترح عليها انه يستطيع ان يجعلها ترتقي الصخرة لترى من خلالها العالم الفسيح، ونصحها وبدأ يشرح خطته في النصيحة بان يضع فضلاته على شكل سلّم تجف مراحله الاولى، ومن ثم يضع الاعلى منها وهكذا، ولما اكتمل بناؤه، دعا البطة لترتقي السلم ومن ثم تنتقل الى الصخرة، فلما صعدت ووقفت على كومة(الروث)، لتصل الى الصخرة، انهار بها السلم وغطست وسط فضلات الثور. لم افهم في البداية ما اراد(احميد الفهد) بحكايته، والتي قال ان اسمها نصيحة ثور، لكنني حين ودعته بنهاية الاعتصام رجعت الى مبنى الجريدة وانا احاول ان اقرأ مابين السطور لارى قنبلة(احميد الفهد) التي القاها في المتنبي وذهب على موعد ربما يكون بعيدا بعض الشيء، ووجدت ان البعض سلك مسلك البطة حين طلب النصيحة من الثور، وكان ان وقع في شر اعماله وسيحصد الخسران والوصم بالانفرادية والدكتاتورية وانه اخطأ كثيرا حين اجبر لسان حال العراقيين من مثقفين وصحفيين واساتذة على الوقوف بوجه تفرده وانفراده بقرارات تهم مصلحة جميع المواطنين. ربما يرتفع من يرتفع، وارتفاعا سريعا، ولكن الويل لمن يرتفع ارتفاع البطة بلا قاعدة حقيقية تعتمد صوت الشعب الحر، ولسنا بصدد كشف ماضي الاخرين وماذا عملوا وماذا كانوا، فالمنهج الذي يتبعونه حري بكشفهم امام الرأي العام، لمعرفة اهدافهم من وراء دعوات كهذه؛ ربما مباح للاخرين ان يتكلموا بما شاءوا، وربما كممت افواهنا لسبب من الاسباب، ولكننا سنقول وسندلل على وجودنا، رافعين كتابنا المقدس واعني الدستور، ليكون حكما بيننا وبين من يريد مصادرة حق الشعب، ومن يحاول ان يضع على عيونه غشاوة، ليتستر هو بستارات كثيرة، شاء الظرف ان يكون صوته عالياً بواسطتها، نقابله بصوت بح قليلا، ولكن لن نؤثر الصمت هذه المرة، مع اننا لانملك اسلحة سوى القلم، وصدق من قال:ان العربات الفارغة اكثر ضجيجا.rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram