TOP

جريدة المدى > محليات > مركز الزراعة الحافظة بجامعة الموصل ينجح في زراعة مئات دوانم القمح دون حراثة

مركز الزراعة الحافظة بجامعة الموصل ينجح في زراعة مئات دوانم القمح دون حراثة

الأول من نوعه في العراق

نشر في: 9 يوليو, 2024: 12:02 ص

الموصل/ سيف الدين العبيدي

نجحت محافظة نينوى في زراعة القمح دون حراثة من خلال تقنية جديدة تحسن المحصول وتزيد انتاجيته، وتقلل من استخدام البذور والاسمدة والوقود والجهد في الحراثة وتفادي المشاكل الجانبية، والتي اتت عن طريق مركز بحوث الزراعة الجافة والحافظة في جامعة الموصل الذي تمكن من زراعة أكثر من ألف دونم من اراضي القمح بالتقنية الحافظة، ويعد هذا المركز الاول من نوعه في العراق افتتح قبل أشهر، ويضم 4 اقسام هم الحقليات، المصادر الوراثية، تنمية الموارد البشرية الذي يعنى بتدريب المزارعين، وقسم الميكنة.

ليس ذلك فقط بل يعمل المركز على إعادة احياء الأراضي الخاصة بالمراعي في غربي نينوى، وإعادة الزراعة فيها وجعلها واحات خضراء وسط الصحراء، في مشروع سوف يبدأ مطلع ايلول المقبل، وان 10% من اراضي المراعي ستكون عبارة عن بساتين تنتج اشجار الفاكهة، كذلك تحويل هذه الاراضي الى 3 قطاعات كل قطاع بمساحة مليون وربع دونم، الاول يدار من قبل الحكومة المحلية، والقطاع الثاني يكون مساحة لعمل المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين وبدعم فني من المركز، والقطاع الثالث يعطى الى الجانب الاستثماري ويكون واردا لخزينة المحافظة.
مدير المركز الدكتور عبدالستار الرجبو في حديثه لـ(المدى)، اوضح ان برنامج الزراعة الحافظة انطلق اول مرة في عام ٢٠٠٧ وكانت نينوى اولى المحافظات التي عملت به، وتوقف عام ٢٠١٤، واعيد العمل به في نهاية العام الماضي، ويقوم على زراعة الحقول التي تعتمد على مياه الامطار ثم توسع وشمل نظام الري الذي يقلل من استخدام المياه الى النصف، وان كوادره دربت اكثر من ٥٠٠ مزارع على الزراعة الحافظة من ناحيتي زمار والمحلبية، واقضية الموصل وتلكيف وبعاج، وجمعت من كل منطقة ١٠٠ مزارع، ١٠ منهم مزارعون رواد يملكون ٣٢ دونما، قسمت اراضيهم إلى نصفين، النصف الأول اجريت فيه الزراعة القديمة والنصف الثاني للزراعة الحافظة.
وتبين ان الزراعة القديمة تحتاج إلى الحراثة لثلاث مرات في فصول الخريف، الشتاء، الربيع، وتعتمد على مياه الامطار وتستهلك ٥٠ كلم من البذور للدونم الواحد، و٣٢ لترا من الوقود للهكتار مع إزالة الادغال منها سنوياً.
واضاف الرجبو ان الزراعة الحافظة لا تحتاج للحرث، حيث تنثر البذور بشكل مباشر، ومن خلالها يستطيع المزارع ان يزرع بعد موسم الحصاد مباشرة اي خلال شهري تموز واب، وتستهلك ٢٥ كلم من البذور للدونم، وتستخدم ٦ لترات من الوقود للهكتار ولا تتكاثر فيها الادغال بعد السنة الثالثة على زراعتها، واكد ان الزراعة الحافظة تغني الارض عن السماد بعد ٥ سنوات من رشها وذلك لان المادة تبقى في التربة وتحافظ على نفسها بينما الزراعة التقليدية تحتاج إلى سماد سنوي. وان العمل تم اول مرة من خلال ٣ ماكنات هندية الصنع وكانت بحجم متر واحد فقط كانت في عام ٢٠٠٧، الى جانب وجود ماكنتين تصنيع محلي في نينوى، الاولى صنعت قبل عام ٢٠١٤ والثانية العام الماضي.
وفي عام ٢٠٢٢ اعيد وضع خطة قدمها للحكومة المحلية تقوم على إعادة العمل ببرنامج الزراعة الحافظة واعمار اراضي المراعي، وكان من المفترض أن تموله المحافظة لكن بعض العوائق حالت دون ذلك، لكنه التجأ الى برنامج الاغذية العالمي واستجاب له لكن بميزانية محدودة، وبدأ العمل في بداية الموسم الماضي، غطى فيه ٥ شعب زراعية وهي الموصل، تلكيف، بعاج، المحلبية، زمار، شملت ٥٥٠ مزارعا، من كل شعبة اختير منها ١٠ مزارعين قدماء، وزرعت في اراضيهم ٣٢ دونما، ١٦ دونما للزراعة التقليدية و١٦ دونما للزراعة الحافظة من اجل التجربة والمقارنة بينهما.
واوضح، ان "عملية الزراعة تتم بدخول الماكنة الى الحقل تحمل أقراص او شفرة حادة تفتح خطا رفيعا وتضع السماد ثم البذور، وتضغط على الخط وتشكل قناة صغيرة تتجمع فيها مياه الامطار". واكد، ان "الاستغناء عن الحراثة يحافظ على الحياة البايولوجية في الأرض، ويجعل التربة تحافظ على موادها العضوية، والبكتيريا النافعة للمحصول، وانه من الممكن للمزارع ان يتوقف عن وضع السماد في العام الخامس على زراعة الحقل".
وبين ان "الزراعة الحافظة تتيح للمزارع الدخول للحقل مرة واحدة يقوم فيها برمي البذور والسماد وبدون حراثة، والتي تضمن انبات المحصول حتى لو كانت الامطار قليلة".
واكد، ان هذه التقنية يمكن استخدامها في كافة انحاء العراق، وتقلل من تكاليف شراء الوقود حيث تكفي ٦ لترات لكل هكتار، و٢٥ كغم من البذور، بالإضافة إلى تقليل السماد واستهلاك المياه.
في السياق ذاته، أوضح محمود أحمد مسؤول المتابعة في مديرية زراعة نينوى بحديثه لـ(المدى)، ان دائرته وضعت خطتين الاولى تعمل على زيادة مساحات الزراعة بالري التكميلي، واستخدام التقنيات الحديثة فيها مع الترشيد في استهلاك المياه، والثانية هي الاعتماد في ٩٠% من الاراضي الديمية على الزراعة الحافظة والتي من شأنها أن تقلل تكاليف الزراعة، وتعتمد على مياه الامطار وتزيد من الإنتاجية.
الى ذلك يقول عمار حكمت أحد المزارعين المستخدمين للزراعة الحافظة لـ(المدى)، انه استفاد كثيراً من هذه التقنية الجديدة، وقد قللت الجهد والتكاليف المادية، ليس ذلك فقط بل انها حسنت من جودة الإنتاج، وزادت منه وقضت على مختلف المشاكل منها كثرة الادغال والحشائش.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بايدن: اتفاق غزة بات أقرب من أي وقت مضى

خرائط وبيانات ملاحية ترصد 77 خرقاً "إسرائيلياً" لأجواء أربعة دول عربية منذ تهديد إيران

مشعان الجبوري يخاطب "السيادة": اعتذروا والا

أمر قبض ومنع سفر لـ"زيد الطالقاني"

برلماني يكشف آخر مستجدات منصب رئيس البرلمان

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

الأنواء الجوية: العراق يتعرض إلى موجة حر بدءاً من اليوم
محليات

الأنواء الجوية: العراق يتعرض إلى موجة حر بدءاً من اليوم

بغداد/ المدىأعلنت هيئة الأنواء الجوية، أمس الأربعاء، عن تعرض العراق الى موجة حر بدءأ من اليوم الخميس. ووفقاً لتقرير هيئة الأنواء الجوية الذي تلقته (المدى)، فإن "من المتوقع أن يزداد تأثير المنخفض الموسمي الحراري...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram