بغداد/ تميم الحسن
يعتقد مقرب من الحكومة، ان محمد السوداني هو المتضرر من الاستهداف المتكرر لقاعدة عين الاسد، غربي الانبار، في وقت يسعى فيه الاخير لتحقيق نصر سياسي بسحب قوات التحالف من البلاد.
وقالت القيادة العسكرية، أمس، إن الهجوم الجديد مساء الاثنين، على القاعدة التي تتواجد فيها القوات الامريكية، نفذ عن طريق صاروخين من منطقة قريبة، وبانها تمتلك معلومات عن المنفذين.
وبحسب البنتاغون، فقد أصيب عدد من الأمريكيين في الهجوم الصاروخي، الثالث من نوعه منذ سريان الهدنة بين الفصائل والقوات الامريكية في شباط الماضي.
وجاء الهجوم بعد ساعات فقط من إعلان المتحدث العسكري للحكومة يحيى رسول، احباط هجمات على "عين الاسد"، واتصال بين السوداني ووزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن حول جهود التهدئة بالمنطقة.
فصيل يعبث بأوراق السوداني!
واعلنت مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها "الثوريون"، ضمن مجموعة مايعرف بـ"المقاومة العراقية"، مسؤوليتها عن الهجوم الاخير.
ويقول حسن فدعم قيادي سابق بالحشد الشعبي لـ(المدى) ان هذه المجموعة كانت قد تبنت ايضا الهجوم ماقبل الاخير، في تموز الماضي، على قاعدة عين الاسد بطائرتين مسيرتين.
وكانت الهجمات السابقة التي شنت على القواعد الامريكية عقب مقتل ابو مهدي المهندس، والجنرال الايراني قاسم سليماني، مطلع 2020، بتوقيع مجموعة أطلقت على نفسها "عصبة الثائرين"، والتي سرعان ما اختفت وحل مكانها رسميا بعد ذلك ما بات يعرف بـ"تنسيقية المقاومة".
و"التنسيقية" هي تحالف يضم عددا من الفصائل القريبة من إيران، أبرزها كتائب حزب الله، حركة النجباء، وكتائب سيد الشهداء، وجميعها لديها ألوية ضمن تشكيلات الحشد الشعبي.
يقول مقرب من الحكومة طلب عدم الاشارة الى اسمه في اتصال مع (المدى) ان "هذا الفصيل المجهول او غيره يستهدفون مشروع رئيس الوزراء في عدم تحول العراق الى ساحة حرب واخراج القوات الامريكية دبلوماسيا".
واللافت ان عودة الهجمات الصاروخية على القواعد العسكرية، التي تراجعت بشكل كبير منذ شباط الماضي، قد تزامنت مع جولة المفاوضات الاخيرة للحكومة حول سحب القوات الامريكية التي جرت في واشنطن، في تموز الماضي.
ويفسر فدعم، وهو نائب سابق، وجهة نظر الفصائل فيما يتعلق بانسحاب القوات الامريكية، ويقول ان تلك الجماعات "تعتقد ان الحكومة غير قادرة على تحقيق هذا الهدف، فاستأنفت الهجمات".
"لن ننجر للحرب"
في غضون أكدت قيادة العمليات المشتركة، أمس الثلاثاء، بانها لن تسمح بأن تكون الأرض العراقية "ساحة لتصفية الحسابات وخلط الأوراق والانجرار الى ويلات الحروب وتداعيات الصراعات".
وافادت القيادة في بيان، بان "الاعتداء على قاعدة عين الاسد حصل بواسطة صاروخين انطلقا من عجلة حمل من داخل قضاء حديثة".
واضافت بانها ضبطت عجلة من نوع حمل/ كيا، "وبداخلها (8) صواريخ من أصل (10) كانت مُعدّة للإطلاق".
واكد البيان ان الجهات الاستخبارية "توصلت الى معلومات مهمة عن مرتكبي هذا الاعتداء، وحاليا يتم ملاحقتهم لتقديمهم الى العدالة"، مبينا أنه ستجري "محاسبة المقصّرين" من القادة والآمرين والضبّاط.
وقبل الهجوم بساعات كان يحيى رسول الناطق العسكري قد أكد بان الحكومة: "نجحت وبشكل كبير في الحد من استهداف القواعد العسكرية العراقية التي يتواجد بها مستشارون من التحالف الدولي".
واعتبر هذا البيان محاولة من بغداد للبقاء بعيدا عن الرد الايراني المتوقع على اسرائيل، والذي قد تشترك فيه فصائل عراقية.
خصوصا وان كلام رسول جاء بعد وقت قصير من مكالمة بين رئيس الحكومة، وبلينكن وزير الخارجية الامريكي، يوم الاحد، طلب من الاول ان يؤدي "العراق دوراً في ضبط الأوضاع بالمنطقة"، بحسب بيان بغداد.
وقال احسان العوادي، المتحدث باسم الحكومة، ان الاتصال "بحث انهاء مهمة التحالف الدولي بالعراق".
بالمقابل قال البيت الأبيض، عقب الهجوم، إن فريق الأمن القومي أطلع الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس على التهديدات التي تشكلها إيران ووكلاؤها.
وأصيب عدد من الأمريكيين في الهجوم الصاروخي على "عين الأسد"، حسبما أعلن متحدث باسم البنتاغون. وقال مسؤولون أمريكيون إن ما لا يقل عن خمسة جنود أمريكيين أصيبوا في هذا الهجوم.
تحليل سياسي وأمني
في غضون ذلك اعتبر احمد الياسري الباحث في الشأن السياسي والامني، ان استهداف قاعدة عين الاسد "ضربة استباقية" ورسائل الى امريكا في حال ردت اسرائيل او امريكا بضربة انتقامية على الهجوم الايراني المتوقع.
ويقول الياسري في تصريح مطول مع (المدى): "في هذه اللحظة إيران ارسلت رسالة بان اي عملية انتقامية بعد ضرب اسرائيل يمكن ان تضع القواعد الأمريكية تحت القصف. وهي طبيعية إيران تبدأ القصف عبر الفصائل ومن ثم إذا تعرضت الى هجوم ستفعل بنفسها كما حدث في العراق بعد استهداف قاسم سليماني".
داخليا يرجح الياسري وهو يدير المركز العربي الاسترالي للدراسات، ان "الفصائل ارسلت رسائل للعراقيين والى الحكومة بأنها غير ملزمة بأي اتفاقيات أو اجراءات او سياسات يقودها رئيس الوزراء حول سحب القوات".
كما يقول إن هذه الفصائل ترفض ايضا "سياسة الحماية التي تقوم بها الحكومة في إبعاد العراق عن مسرح العمليات بين ايران واسرائيل، وهي تعمل (الفصائل) على تسليط ضغط شعبي وخرق بالعلاقات العراقية - الامريكية والتفاهمات الأخيرة بين البلدين".
ويعتقد مدير مركز الدراسات ان "الاتجاهات باتت واضحة بالعراق وستكسر فيه قواعد الاشتباك، وامريكا الان تقيم الأوضاع لكن لن ترد حتى ترى الرد الايراني".
وفي حال قررت واشنطن الرد على الفصائل فانه سيكون في حدود "صناعة الرد بعد ضرب ايران اسرائيل المتوقع، لان حاليا اي عملية رد امريكي ضد الفصائل ستؤدي الى مواجهة مباشرة، وواشنطن حريصة على الاحتواء حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود بين ايران واسرائيل" ، بحسبما يقوله الياسري.
"الثوريون" فصيل مجهول يتبنى صواريخ "عين الأسد" ويخلط أوراق السوداني
العمليات المشتركة: نلاحق الفاعلين وسنحاسب المسؤولين العسكريين
نشر في: 7 أغسطس, 2024: 12:26 ص