خاص/المدى
عدت سفيرة الولايات المتحدة المتجولة للعدالة الجنائية العالمية في وزارة الخارجية الأمريكية بيث فان شاك، أن استمرار وجود آلاف المختطفين الإيزيديين في قبضة داعش فضلا عن مئات آخرين مفقودين بعد عشر سنوات على وقوع الإبادة الجماعية بحق الأقلية الدينية "أمر غير مقبول"، مشددة على ضرورة مضاعفة الجهود سواء من جانب المجتمع الدولي أو الحكومة العراقية.
وقالت شاك، إنه "من المحزن أن نرى كثيرا من الإيزيديين يعيشون في ظروف غير آمنة هناك عشرات الآلاف من النازحين و2600 مفقود لا نعرف عما إذا كانوا في سجن ما أم أنهم في قبر جماعي".
وأشارت إلى أن "هذا الأمر بعد عشر سنوات من الإبادة الجماعية وإعلان هزيمة داعش على يد التحالف الدولي غير مقبول، ونحن نحتاج أن نضاعف جهودنا للعثور على طرق حتى يتمكن الإيزيديون من العودة إلى موطنهم".
وأوضحت أن "الموقف لا يزال غير آمن فلا يزال هناك عدد من الميليشيات المسلحة، ولديها سيطرة على بعض هذه المناطق، ولا يمكن للناس أن يعودوا بطريقة آمنة".
وبشأن الجهود الدولية قالت المسؤولة الأمريكية: "نحن جزء من مكافحة داعش، ونريد التأكد من أن هذا التنظيم لن يعود، وهذا مهم جدا.. وهناك أيضا استثمار في فريق التحقيقات التابع للأمم المتحدة الذي يحقق في أعمال عناصر داعش".
وأكملت، إنَّنا "استثمرنا في منظمات المجتمع المدني التي تمثل مجتمعات الضحايا والأقليات الدينية التي اُضْطُهِدت، نساعدهم على المناصرة بالأصالة عن أنفسهم وأيضا نلبي الاحتياجات الإنسانية، ونعمل مع حكومة العراق لتشجيعها على التنفيذ الكامل لقوانين الإيزيديين ومعاقبة المذنبين والمقاضاة ضمن النظام الدولي، وحتى يتمكن الناس أيضا من العودة".
من جهته، قال الناشط في حقوق الإنسان، محمد جاسم، خلال حديث لـ (المدى)، إن "الدمار الذي لحق بالبنية التحتية مثل المدارس والمستشفيات وشبكات المياه والكهرباء يجعل من الصعب توفير الخدمات الأساسية للسكان العائدين".
وأردف، أن "الخلافات بين الجماعات المحلية والمليشيات المختلفة يمكن أن تؤدي إلى توترات وعدم استقرار، مما يزيد من صعوبة العودة".
وأكمل، أن "النازحون يعانون من أوضاع إنسانية صعبة في المخيمات أو في المناطق التي لجؤوا إليها، وقد لا تتوفر لديهم الموارد أو الاستقرار للعودة في الوقت الحالي".
وأوضح، أن "عدم وجود سياسات واضحة أو برامج دعم فعالة من الحكومة أو المنظمات الدولية لعملية إعادة الإعمار يمكن أن يؤدي إلى تأخير العودة".
وتابع جاسم، أن "ضعف الاقتصاد المحلي في سنجار بعد النزاع يعني قلة فرص العمل والموارد المحدودة، مما يقلل من جاذبية العودة للسكان الذين يسعون لتحسين ظروف حياتهم".
ولا يزال إقليم كردستان يحتضن 15 مخيما للنازحين الإيزيديين، تتوزع بين محافظة دهوك وإدارة زاخو، تتضمن أكثر من 200 ألف إيزيدي في كردستان يعيش كثير منهم في مخيمات متهالكة. وتسعى الحكومة العراقية إلى تفكيك هذه المخيمات، وتصر على أن الوقت قد حان لعودة الناس إلى ديارهم.
وفي كانون الثاني/يناير/2024 قررت الحكومة العراقية تحديد 30 تموز/يوليو موعداً لإغلاق مخيمات النازحين في البلاد والإعادة الطوعية لمناطقهم ضمن خطتها لإنهاء ملف النزوح، إلا أن القرار أُجِّل إلى إشعار آخر.
ومع استمرار الجمود، تعاني سنجار من غياب أي شكل من أشكال التنمية. وتتلقى الأسر العائدة مبلغ 3 آلاف دولار تقريبا من الحكومة يُدفع لمرة واحدة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن تنظيم داعش ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية يرجح أنها تضم نحو 12 ألف جثة.
مسؤولة أمريكية:معاناة الإيزيديين لم تنته بعد وعلينا فعل المزيد
نشر في: 8 أغسطس, 2024: 12:33 ص