يمكن التأكيد أن التصوير الفوتوغرافي قد بلغ سن الرشد في سنوات الستينات المتأرجحة. و قد أصبح الرجال و النساء وراء الكاميرات أسماء مألوفة و مصورين هواة يستمتعون بالوصول إلى كاميرات و أفلام من نوعية عالية.
و قد تقدم هذا الازدهار الفوتوغرافي في العقود التالية حين دفع المصورون الحدود الفاصلة وبدأوا في استكشاف طرق جديدة للعمل، و صار مصورو الأخبار قادرين على توثيق عالمٍ يعيد تشكيل نفسه في ذروة الحرب الباردة.
و يتحرى الآن معرض جديد يقام في غاليري باربيكان للفن في لندن بعنوان " كل شيء كان يتحرك : تصوير فوتوغرافي من الستينات و السبعينات "، المشهد الاجتماعي و السياسي المتغير لذلك الزمن من خلال نتاج عدد من المصورين. و هو بالتالي رؤية لا بد منها لكل من هو مهتم عن بُعد بالتصوير الفوتوغرافي الوثائقي بمجموعات كبيرة من نتاج مصورين مثل بروس ديفيدسون، ديفيد غولدبلات، لي زينشينغ، أيرنست كول، و راغيوبير سينغ.
و الكثير من هؤلاء المصورين كانوا يعملون وحدهم، البعض في تكتّم، بمشاريع تستكشف المجتمع من خلال الخيال imagery. المعقد. " إنه عرض حول علاقة التصوير الفوتوغرافي الفريدة بالعالم، و بالأحداث الواقعية و التجربة الحقيقية "، كما قالت كيت بوش، رئيسة غاليرات الفن في الباربيكان.
و يغطي النتاج المعروض العالم و سيكون بعضه مألوفاً لكل من له اهتمام بهذه الوسيلة، لكن هناك أيضاً صور أُحضرت إلى المملكة المتحدة للمرة الأولى و أخرى تم اكتشافها حديثاً.
و هذا تصوير فوتوغرافي وثائقي خام، و يمكن ألا تهضمه جيداً فقط. صور قوية من لحظات انقلاب، التقطها مصورون بمهارة لضمان أن تبقى الجماليات هي الجوهر. و كل صورة تتردد أصداؤها برغبة في التغيير. و بالتأكيد، قد لا يغيّر التصوير الفوتوغرافي العالم لكنه يمكن أن يُطلق طريقة جديدة للرؤية.
و كما يلاحظ بروس ديفيدسون قائلاً : " إنني لا أحاول أن أحكي قصة في حد ذاتها، بل أعمل حول موضوعٍ بطريقة حدسية intuitively، متحرّياً نقاط أفضلية مختلفة، باحثاً عن حقيقتها العاطفية. و إذا ما كنت أبحث عن قصة بأية حال، فذلك في علاقتي بموضوع من المواضيع".
و هناك، ما بعد السياسة في العرض، جمال الصور المطبوعة الذي يُرى فيها، خاصةً تلك التي تعود لوليام أغلستون و لاري بوروز الذي صنعت كوداكروم من أجل صوره المطبوعة عن فيتنام.
و يمكن أن تخبرنا الفيزياء بأن التصوير الفوتوغرافي ينبغي أن يكون ببساطة سجلاً لِما يمكن رؤيته، و مع هذا فإن هؤلاء الفنانين يبينون أنه يمكن أن يكون ما هو أكثر كثيراً حين يكون في الأيدي المناسبة، ليكشف في الغالب ما لا يمكن رؤيته. و هو بالطبع شيء يمكن أيضاً أن يكون ببساطة فناً، و لو أن الخطوط يمكن أن تختلط مع الزمن.
ـ عن BBCNEWS