TOP

جريدة المدى > محليات > موارد اقتصادية ضائعة.. الأنبار بلا أماكن ترفيهية لاستقبال السياح

موارد اقتصادية ضائعة.. الأنبار بلا أماكن ترفيهية لاستقبال السياح

نشر في: 21 أغسطس, 2024: 12:04 ص

 المدى/ محمد علي

تعاني محافظة الأنبار من نقص حاد في الأماكن الترفيهية المخصصة للسياح، على الرغم من امتلاكها العديد من المواقع التراثية القيمة. ورغم الجهود المستمرة في البناء والإعمار، تظل هذه المواقع تعاني من الإهمال وعدم الاستغلال الأمثل، مما يحرم المنطقة من الاستفادة الكاملة من إمكانياتها الكبيرة في تعزيز السياحة والاقتصاد المحلي.
رغم الاستقرار الأمني الذي تشهده محافظة الأنبار منذ تحريرها من قبضة تنظيم داعش، فإن غياب الاهتمام الحكومي بتطوير البنية التحتية للأماكن التراثية وحمايتها من الاندثار ساهم في فقدان فرص جذب السياح. هذا الوضع يحرم المحافظة من الاستفادة من إمكانياتها الكبيرة في تنشيط السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
في حديثه لـ (المدى)، يقول المهندس في بلدية الرمادي، فراس حامد، إن “محافظة الأنبار تفتقر إلى الأماكن الترفيهية أو التراثية المنظمة، مضيفاً أن “عدم الاستقرار السياسي والأمني الذي مرت فيه المحافظة، وكذلك الإهمال والتجاوز على الكثير من الأماكن التراثية، أديا إلى اندثارها”. ويشير حامد إلى أن هناك العديد من الأماكن الطبيعية الممكن استغلالها كوجهات سياحية في مدينة البغدادي، بحيرة الثرثار، بحيرة حديثة، وبحيرة الحبانية، لكن “افتقار التخطيط وعدم وفرة السيولة المالية لاستغلال مثل هذه الأماكن وعدم السعي لإنشاء الحدائق والمتنزهات كما هو الحال في أربيل أو السليمانية” يعوق تطويرها.

فرص ضائعة
يوضح حامد أن “هناك إمكانية للاستفادة من الأماكن التراثية في المحافظة من خلال دراسة بسيطة ووضع خطة ستراتيجية لتطوير هذه الأماكن، لتكون وجهة سياحية من خلال إنشاء الطرق وأماكن الاستراحة والمطاعم والأسواق، مع التركيز على الحملات الدعائية”. لكنه يعترف بوجود تحديات كبيرة تعيق هذا التطوير، منها الافتقار للتخطيط اللازم وتوفير الموارد المالية.
من جانبه، يشير المختص في الشأن الاقتصادي، محمد قاسم، إلى أن “محافظة الأنبار تعد من أكبر المحافظات العراقية من حيث المساحة، وتحتوي على موارد طبيعية وتاريخية غنية”، معتبراً أن “الاستثمار في المواقع التراثية والترفيهية يمكن أن يسهم في تحقيق التنمية المستدامة”. ويضيف قاسم أن “الاستثمار في السياحة يعزز تنويع الاقتصاد المحلي بعيداً عن الاعتماد على النفط، ويمكن أن يصبح السياحة مصدراً ثابتاً للدخل، ويسهم في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى المعيشة في المحافظة”.
ويوضح قاسم أن “الاستثمار في المواقع التراثية يسهم في الحفاظ على المعالم التاريخية التي تجسد تاريخ الأنبار، ويجعلها قوة جذب للسياح من داخل وخارج العراق”. ويشير إلى أن “تحسين البنية التحتية مثل الطرق والفنادق والمطاعم يمكن أن يؤدي إلى تحسين الخدمات العامة في المنطقة بشكل عام، ويجعلها أكثر جاذبية للسياح والمستثمرين”.
ويتابع قاسم أن “تنظيم الفعاليات والمهرجانات الثقافية والترفيهية يمكن أن يعزز من ترويج تراث الأنبار وثقافتها الفريدة، مما يعزز الوعي الوطني والروابط الثقافية بين المناطق المختلفة”. كما يضيف أن “تطوير القطاع السياحي سيسهم في توفير فرص عمل للشباب في مجالات متعددة مثل الإرشاد السياحي، الفندقة، والخدمات الترفيهية، مما يقلل من البطالة ويحفز التنمية الاقتصادية”.
ويستطرد قاسم أن “الاستثمار في هذه المجالات يمكن أن يسهم بشكل كبير في إعادة إعمار المحافظة وتوفير حياة أفضل لسكانها، من خلال استغلال الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها الأنبار”.
من جهته، يقول المواطن إبراهيم أحمد، إن “الأنبار بما تتمتع به من مواقع طبيعية وتاريخية فريدة، تفتقر للمرافق الترفيهية والبنية التحتية السياحية اللازمة لجذب الزوار”. ويضيف أحمد أن “النقص في الأماكن الترفيهية يساهم في تقليل أعداد السياح، ويحرم المحافظة من الاستفادة من مواردها الاقتصادية”. ويشدد على ضرورة أن “تستثمر الجهات المعنية في تطوير مشاريع سياحية وترفيهية من شأنها أن تعزز من جاذبية الأنبار وتوفر فرص عمل جديدة لسكانها”.

المواقع الأثرية والتحديات
وفقاً لمديرية الآثار العامة، تزخر محافظة الأنبار بمئات المواقع الأثرية، إلا أن معظمها ما يزال مطموراً تحت الأرض ولم يتم التنقيب عنها. وتضم المحافظة 438 موقعاً أثرياً يعود تاريخها إلى العصر الحجري في منطقة الرطبة، إضافة إلى آثار من حضارات أكاد وبابل والفترة الإسلامية والعصر العباسي.
كما اكتشفت الهيئة العامة للآثار العراقية في الأنبار قبل سنوات كتابات وأواني ومسكوكات نقدية عباسية. ورغم وجود عدد من المتاحف في الرمادي وهيت وحديثة وعنه، فإن المواقع الأثرية في العراق تواجه تحديات كبيرة بعد تعرضها للتدمير والنهب عام 2003، إضافة إلى ما تعانيه من تجاوزات وإهمال وعدم تأهيل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

موارد اقتصادية ضائعة.. الأنبار بلا أماكن ترفيهية لاستقبال السياح
محليات

موارد اقتصادية ضائعة.. الأنبار بلا أماكن ترفيهية لاستقبال السياح

 المدى/ محمد علي تعاني محافظة الأنبار من نقص حاد في الأماكن الترفيهية المخصصة للسياح، على الرغم من امتلاكها العديد من المواقع التراثية القيمة. ورغم الجهود المستمرة في البناء والإعمار، تظل هذه المواقع تعاني...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram