TOP

جريدة المدى > سياسية > بغداد تنجح بوقف الرد الأمريكي عقب قصف "عين الأسد" مقابل تجميد مفاوضات الانسحاب

بغداد تنجح بوقف الرد الأمريكي عقب قصف "عين الأسد" مقابل تجميد مفاوضات الانسحاب

السلطات محتارة بهوية المهاجمين بعد إطلاق سراح "الجغايفة": فصائل أم جهة جديدة؟

نشر في: 21 أغسطس, 2024: 01:05 ص

بغداد/ تميم الحسن
خرجت بغداد على ما يبدو باقل الخسائر بعد الهجوم الاخير على القوات الامريكية في عين الاسد، غربي الانبار تتضمن؛ تجميد مفاوضات الانسحاب مقابل عدم الرد.
وبحسب وزير الخارجية فؤاد حسين، فان المساعي الدبلوماسية نجحت في منع واشنطن من الرد على قصف القاعدة، الذي ادى الى جرح جنود أمريكيين.
لكن السلطات في العراق مازالت تبحث عن الفاعلين، على الرغم من إعلان اعتقال 5 من المهاجمين، الا انه أطلق سراحهم بعد ذلك بأيام، وفق زعيم عشائري في الانبار.
وكانت بغداد "قاب قوسين او أدنى"، بحسب وصف مسؤولين، لإعلان موعد انسحاب القوات الامريكية قبل ان تؤجل بسبب صاروخين اطلقا على "عين الاسد" قبل أسبوعين.
توريط العراق بالحرب
ويقول وزير الخارجية فؤاد حسين، إن الحكومة والأحزاب السياسية تفهم محاولات "جر البلاد الى الحرب"، مؤكدا ان بغداد "تتحرك داخليا وخارجيا من أجل منع توسع الصراع".
إلا أنه أوضح في تصريحات صحفية، أن تلك الجهود الدولية لم تصل حتى الآن إلى نتائج. ونبه إلى أن حالة التوتر ستستمر إذا لم يتم التوصل إلى هدنة في غزة.
إلى ذلك، كشف أن المساعي العراقية الدبلوماسية نجحت في منع واشنطن من الرد على قصف قاعدة عين الأسد.
أما في ما يتعلق بالمباحثات العسكرية الجارية مع الجانب الأميركي حول انسحاب قوات التحالف الدولي من البلاد، فأكد أنها مستمرة بين القيادات العسكرية ولم تلغ.
إلا أنه أشار إلى أن ظروف المنطقة وحالة التوتر والحرب المحتملة، جعلت الوضع يختلف عما كان عليه قبل سنة.
وشدد على أن الحكومة والبرلمان العراقيان هما من يمتلكان قرار الحرب والسلم.
كما أكد أن السلطات العراقية مستمرة في حماية البعثات الأجنبية فضلا عن المستشارين والدبلوماسيين الأجانب على أراضيها من أي اعتداءات.
وكان المتحدث باسم الخارجية الامريكية ماثيو ميلر، نفى عقب قصف قاعدة عين الاسد، مناقشة موضوع سحب قوات بلاده مع العراق.
بالمقابل ردت الخارجية العراقية سريعا على كلام ميلر المحرج بالنسبة لبغداد، واكدت أن الاخير ادلى بـ"إجابة غير دقيقة" عن وضع القوات الامريكية بالعراق.
واوضحت في بيان، ان مفاوضات سحب القوات وصلت مراحل نهائية لكن "تم تأجيل الإعلان عن إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق بسبب التطورات الأخيرة".
الجهة التي تقف وراء الاستهداف تابعة للفصائل أم جهة جديدة؟
ويٌعتقد ان اعلان بغداد السريع عن اعتقال مهاجمي عين الاسد، الذي ادى الى إصابة 5 امريكان بصاروخين اطلقا من منطقة قريبة، هو من هدأ الأوضاع.
ويقول مستشار رئيس الوزراء ضياء الناصري بان الحكومة تريد ان تعرف: "من هي الجهة التي تقف وراء هذا الاستهداف، وما هو هدفها"؟
واضاف الناصري في تصريحات صحفية: "بالتأكيد أن الضربة بهذا التاريخ وهذا الموعد لم تكن عبثية… هناك جهات لها مصلحة بتأجيل هذا الإعلان وعدم خروج قوات التحالف أو المستشارين، ولذلك قامت بهذا الاستهداف الدقيق لتأجيل الإعلان عن الموعد المقرر".
واكد مستشار السوداني بان ":"الآن تجمدت المفاوضات أو تأجلت إلى حين إعادة تقييم الوضع الحالي ومعرفة الجهة التي تقف وراء الاستهداف، فهل هي بالفعل جهة تابعة للفصائل أم جهة جديدة؟".
وبين ان المناقشات مع الامريكان كانت "سرية" و"قاب قوسين او ادنى" من النهاية قبل قصف عين الاسد.
وكان فصيل غير معروف يدعى "الثوريون" تبنى الهجوم، في حين اعلنت بغداد بعد يوم واحد من الحادث اعتقال 5 متهمين ينتمون الى أحد الحشود العشائرية في الانبار.
لكن عبدالله الجغيفي، وهو احد مؤسسي الحشد المتهم بالقصف، اكد بعد ايام قليلة انه تم "اطلاق سراح المعتقلين"، بسبب "تهديد الحكومة المحلية بفضح ما حصل أمام الرأي العام بمؤتمر صحفي وبالأدلة"، مشيرا إلى أن ذلك "أجبر السلطات الأمنية على إخلاء سبيلهم".
وكان الجغيفي قد ذكر على صفحته في "فيسبوك"، اثناء اعتقال المتهمين وهم من ابناء عشيرته، ان قيادات عسكرية قامت بـ"فبركة" الاعتقال، بعد ان أفرجوا عن الفاعلين الاصليين، وهم من جماعة مسلحة معروفة، لم يذكرهم بشكل صريح.
ونقلت مصادر سياسية لـ(المدى) عن مطلعين، بان وزير الخارجية انتوني بلينكن "علق المفاوضات" أثناء اتصاله الاخير مع محمد السوداني رئيس الحكومة.
واتصل بلينكين، بحسب بيان مكتب السوداني، في وقت متأخر من ليل الأربعاء الماضي، بعد 6 أيام من حادث "عين الأسد" الذي جرى في 6 آب الماضي.
رئيس الحكومة وفق بيان صدر عن مكتبه عقب الاتصال أكد على: "استمرار التواصل بين الجانبين من أجل إنهاء مهامّ التحالف في العراق، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية".
ووافق بلينكن السوداني بشأن التواصل "لكن لم يذكر اي شيء يتعلق بانهاء قوات التحالف"، وفق ما قالته المصادر.
لماذا سكتت الجماعات المسلحة؟!
وجاء الهجوم على عين الاسد، بعد يوم من اتصال سابق بين السوداني، ووزير الخارجية الامريكية، دعا فيه الاخير بغداد للعمل على خفض التصعيد بالمنطقة، فيما تعهد الاول بحماية مصالح واشنطن بالعراق.
ويُعتقد بان الفصائل العراقية ستنضم الى الرد الإيراني المرجح ضد إسرائيل عقب مقتل اسماعيل هينة، زعيم حركة حماس في طهران، فيما اعتبر هذا احراج للسوداني و "استهداف شخصي"، بحسب مصادر سياسية.
وحتى الان لم يصدر عن الفصائل التي منحت السوداني، هدنة منذ شباط الماضي بوقف الهجمات على القوات الامريكية، اي تعليق بشأن تأجيل الانسحاب.
ويعتقد بحسب ما يتم تداوله بالأوساط السياسية، بان الفصائل تنتظر مصير المفاوضات بين الغرب وإيران، كما انها "الفصائل" كانت تفضل "مشاركة رمزية" بالرد الايراني على اسرائيل.
والفصائل المنضوية تحت تحالف ما يسمى بـ"المقاومة العراقية" حاولت مؤخرا، تخفيف ماجرى في عين الاسد، وروجت ان القصف كان ردا على ضرب جرف الصخر، ولا يتعلق بمقتل هنية.
وكان رئيس الحكومة في ذلك الوقت، بحسب المصادر، قد ضغط على حلفائه في الإطار التنسيقي، لوقف هجمات الفصائل.
الفصائل وبعد ازدياد الضغط من الحكومة، أصدرت بيانا قالت إنها سترد إذا تعرضت إيران الى هجوم، ونفت التزامها بـ"تعهدات الحكومة" بشأن المفاوضات مع واشنطن.
وفي ذلك الوقت كشف وزير الخارجية فؤاد حسين عن اتصالات مباشرة مع الأميركان بشأن تجنب التصعيد وعدم تحويل العراق إلى ساحة حرب.
الصراع بين مشروعين
ويقول غازي فيصل، مدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية، ان "أعمال العنف في المنطقة لن تتوقف بسبب استمرار المشروع الايراني الذي يدعو لتوسيع نظام ولاية الفقيه، مقابل مشروع أمريكي يهدف لنشر القوانين والنظام".
ويؤكد فيصل في اتصال مع (المدى) ان "أذرع ايرانية وهي الفصائل في العراق تنفذ مشروع طهران، ومرتبطة مع محور المقاومة في لبنان وسوريا واليمن".
ويرى فيصل ان "الولايات المتحدة ستبقي بكل الأحوال على مجموعة من المستشارين العسكريين في العراق لصيانة وتدريب وتطوير الجيش والمنظومة العسكرية التي تعمد 80% منها على الولايات المتحدة".
كما يقول بان "الامريكان بالعراق ليسوا قوات احتلال وانما مستشارين، بحسب اتفاقية الشراكة التي وقعها نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق في 2008، ودعوة الحكومة اللاحقة للقوات الامريكية في 2014 للحرب ضد (داعش)".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

هجوم
سياسية

هجوم "الطوز" يكشف وجود تمويل ومصانع عبوات لـ"داعش"

بغداد/ تميم الحسن بعد 7 سنوات من هزيمة تنظيم "داعش" في العراق، اعترف التنظيم بتنفيذ هجوم "دقيق"، وفقًا لوصف خبراء، استهدف قوات عسكرية شرقي صلاح الدين.الهجوم، الذي أسفر عن مقتل وإصابة 6 عسكريين، بينهم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram