TOP

جريدة المدى > سياسية > في العراق.. كادحون يغيرون مهنتهم وفقاً لفصول السنة!

في العراق.. كادحون يغيرون مهنتهم وفقاً لفصول السنة!

نشر في: 27 أغسطس, 2024: 12:31 ص

بغداد / عامر مؤيد
في العراق، تبدو الفصول الأربعة وكأنها قد اختزلت في اثنين فقط: الصيف والشتاء، مع شهور أطول لموسم الحر الذي يجعل العيش صعبًا، ولكن لبعض المهن يجدون فيه فرصة للتألق. ليس المناخ فقط ما يقسم العام إلى نصفين، بل حتى سبل الرزق والمهن، حيث يعتمد الكثيرون على أعمال موسمية ترتبط بشكل وثيق بتغير الفصول.
في بلد مثل العراق، هناك مهن تعمل فقط في الصيف وأخرى تكتفي بالعمل في الشتاء. بعض العاملين يحاولون التكيف مع هذه الظروف من خلال تغيير نشاطاتهم حسب الموسم. هذا التأثير ينعكس بشكل أكبر على العاملين البسطاء مقارنة بأصحاب رؤوس الأموال.
حيدر باقر، الذي يعمل كـ”خلفة” في محل مرطبات ببغداد، يوضح لـ(المدى) أن دخله السنوي غير ثابت بسبب ارتباط عمله بفصل الصيف. يقول باقر: “عملي يقتصر على فصل الصيف فقط، لأن أغلب المرطبات لا تقدم الآيس كريم في الشتاء، وإن حصل ذلك فهو في المحلات الضخمة فقط”. ويضيف: “اضطررت للبقاء في المنزل لعدة أعوام خلال فصل الشتاء، لكن هذا العام قررت تعلم مهنة قريبة من عملي، لذلك أتقنت صنع القهوة”.
صاحب المحل الذي يعمل فيه باقر يعمد إلى تقديم المشروبات الساخنة في فصل الشتاء، تجنبًا للخسارة، حيث إن الإصرار على بيع الآيس كريم طوال العام قد يؤدي إلى خسائر كبيرة. تشهد الشوارع العراقية أمثلة واضحة على هذا التكيف الموسمي، مثل عربات بيع “اللبلبي” و”الباقلاء” و”الشلغم”، التي تختفي مع انتهاء فصل الشتاء. بعض البائعين يبحثون عن مهن بديلة، بينما يتجه آخرون لبيع العصائر الطبيعية في الصيف.
دعدش، الذي يعمل في بيع هذه المأكولات الشتوية منذ 15 عامًا، يروي لـ(المدى) أن تغير المناخ جعل هذه المأكولات غير مطلوبة في الصيف كما كانت سابقًا. يقول دعدش: “في فصل الصيف أبيع العصائر الطبيعية، رغم أن بيع اللبلبي والباقلاء هو شغفي ومهنتي الأصلية منذ الصغر”.
البعض الآخر استوعب الدرس جيدًا، وعندما قرر الدخول في مجال بيع المأكولات عبر العربات، اختار مشاريع لا تغلق أبوابها سواء في الصيف أو الشتاء. في السنوات الأخيرة، ازداد عدد البائعين الذين يقدمون مأكولات مثل “البيض والكباب” و”الكبة” طوال العام.
أبو حمزة، أحد هؤلاء البائعين، يوضح لـ(المدى): “الأهم بالنسبة لي هو الاستمرار في البيع طوال السنة. لقمة العيش صعبة، ومن يعتمد على إعالة عائلته بشكل يومي يتأثر سلبًا عند انتهاء موسم مهنته، لذلك قررت إنشاء عربة لبيع المأكولات وترك بيع الشلغم لأن العمل فيه ليس مستمرًا”.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

هجوم
سياسية

هجوم "الطوز" يكشف وجود تمويل ومصانع عبوات لـ"داعش"

بغداد/ تميم الحسن بعد 7 سنوات من هزيمة تنظيم "داعش" في العراق، اعترف التنظيم بتنفيذ هجوم "دقيق"، وفقًا لوصف خبراء، استهدف قوات عسكرية شرقي صلاح الدين.الهجوم، الذي أسفر عن مقتل وإصابة 6 عسكريين، بينهم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram