واسط / جبار بچاي
كشفت إدارة محافظة واسط عن حصول المحافظة على تخصيصات مالية كبيرة تجاوزت 500 مليار دينار عراقي، وذلك ضمن حزمة المشاريع الخدمية التي أعلنت عنها الحكومة الاتحادية بهدف تأمين متطلبات الزيارات المليونية، وفي مقدمتها زيارة الأربعين التي شارك فيها هذا العام أكثر من 21 مليون زائر، بينهم أكثر من ثلاثة ملايين و500 ألف زائر أجنبي.
وقال محافظ واسط محمد جميل المياحي إن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وافق على خطة محافظة واسط المتعلقة بتطوير الخدمات في المحافظة، وخاصة في قطاع الطرق، حيث تمت الموافقة على صيانة وتأهيل طريق كوت ــ بدرة ــ مهران (الممر القديم) بتكلفة بلغت 26 مليار دينار".
وأضاف المياحي لـ(المدى) أن "هذا الطريق يعد من أكثر الطرق الخارجية في المحافظة ازدحاماً بحركة العجلات، كونه يربط منفذ زرباطية مع مدينة الكوت ومنها إلى كربلاء المقدسة. وكان يُطلق عليه سابقاً (طريق الموت) بسبب كثرة الحوادث المرورية التي كانت تحصل فيه وتخلف عشرات الوفيات والإصابات سنوياً".
وأشار إلى أن المشروع الآخر المهم الذي تمت الموافقة عليه هو صيانة وتأهيل الطريق الرابط بين قضاء النعمانية ونهر المالح، الذي يمثل الحدود الإدارية مع محافظة بابل. يشمل المشروع تأهيل ممر الإياب مع توسعته وإنارته بطول 35 كم وبتكلفة تصل إلى 10 مليارات دينار عراقي. وأوضح أن "أهمية هذا الطريق تأتي كونه المحور الأهم لحركة سير الزوار من مدينة الكوت وضواحيها إلى كربلاء المقدسة، وكذلك محور حركة العجلات التي تنقل الزوار الوافدين عبر منفذ زرباطية إلى مدينتي النجف وكربلاء".
وتحدث المياحي عن المشروع الثالث الحيوي، الذي يتضمن تنفيذ الممر الثاني وصيانة وتأهيل الممر القديم لطريق (دبوني- جصان) بطول 60 كم وبتكلفة 108 مليارات دينار. وأكد أن هذا الطريق مهم لربطه بين منفذ زرباطية ومدينتي بدرة وجصان مع الطريق العام كوت بغداد شمال شرق الكوت، مما يسهل مرور المركبات إلى بغداد والمحافظات الشمالية دون المرور بمدينة الكوت.
وفي سياق متصل، قال المياحي إن "رئيس الوزراء وافق أيضاً على خطة المحافظة المتعلقة بتأهيل وتوسعة طريق كوت ــ بغداد الرئيسي، من تقاطع الزبيدية إلى بسماية، بإضافة خمسة أمتار على كل ممر مع تشييد ستة مجسرات خرسانية بطول أكثر من 70 كم، وبتكلفة إجمالية تصل إلى 179 مليار دينار".
وأضاف أن "من بين مشاريع الطرق الأخرى التي تمت الموافقة عليها تنفيذ مشروع الممر الثاني لطريق الصويرة - جبلة - المرور السريع رقم (1) بطول 35 كم وبتكلفة 53 مليار دينار".
وفيما يتعلق بتطوير وتأهيل منفذ زرباطية، أوضح المياحي أن "الموافقة حصلت على إكمال مراحل تنفيذ 'منفذ زرباطية الجديد'، وتشييد المنفذ التجاري بتكلفة 70 مليار دينار وفق أدق المواصفات والخدمات المتكاملة. ويعد هذا المنفذ من أكثر المنافذ البرية والجوية والبحرية استقبالاً للوافدين الأجانب خلال الزيارات المليونية، وأكثرها استخداماً من قبل العراقيين المغادرين إلى إيران لأغراض الزيارة والسياحة".
وأشار إلى أن "من بين المشاريع الأخرى المقترحة والتي تمت الموافقة عليها تنفيذ مشروع إيصال المياه إلى منفذ زرباطية عبر مد أنبوب رئيسي بطول 15 كيلومتراً من بدرة إلى المنفذ الحدودي، وبناء ثلاثة معامل لإنتاج الثلج بمواصفات حديثة ومتطورة، أحدها داخل منفذ زرباطية لتلبية الطلب على مادة الثلج خلال أيام الزيارات. بالإضافة إلى تشييد مدينة للزائرين في قضاء بدرة بمواصفات وخدمات متكاملة، وتشييد مرآب وقوف للعجلات بمحاذاة منفذ زرباطية على مساحة 50 دونماً مع خدمات بنى تحتية وصحية متكاملة، إضافة إلى نصب منظومة كاميرات لرصد المخالفات على الطرق التي تسلكها عجلات نقل الزوار من محافظة واسط إلى كربلاء بعدد 200 كاميرا رقمية".
وأكد المياحي أن "جميع هذه المشاريع تأتي ضمن خطة محافظة واسط التي وضعتها الحكومة المحلية لمعالجة ملف الخدمات، خاصة الطرق الخارجية التي تعد الحلقة الأهم في موضوع الزيارات المليونية، إذ أن الطرق الحالية بحاجة إلى تأهيل وصيانة وتوسعة، حيث إنها لا تستوعب الزخم المروري وكثافة المركبات خلال الزيارات المليونية".
يذكر أن الطرق الخارجية في واسط تشهد سنوياً العديد من الحوادث المرورية أثناء نقل الزوار من المنفذ الحدودي إلى كربلاء، ما يتسبب في سقوط ضحايا، كما حصل في زيارة الأربعين العام الماضي حيث تم تسجيل أكثر من عشرين وفاة وعدد من الإصابات جراء حوادث السير.
يشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أكد خلال تواجده في مدينة كربلاء المقدسة لمتابعة الخطة المتعلقة بزيارة الأربعين، أن الحكومة ماضية في إدراج مشاريع البنى التحتية والمشاريع الخدمية التي من شأنها تأمين سهولة وانسيابية أداء الزيارة الأربعينية. وشدد على ضرورة أن تنسجم المشاريع المحلية مع أولويات البرنامج الحكومي والمشاريع الإستراتيجية التي تخططها وتمولها الوزارات للوصول إلى تلبية متطلبات المواطن.