ميسان/ مهدي الساعدي
يعاني ملف السياحة الدينية في محافظة ميسان من إهمال واضح من قبل الجهات المعنية، رغم غنى المحافظة بالتنوع الديني والمذهبي واحتوائها على العديد من المراقد ودور العبادة التي تعود للديانات السماوية المختلفة.
يشير الكاتب والمؤلف علي العقابي، في حديث لـ(المدى)، إلى أن "ميسان تمتلك مقومات سياحية غنية، ومنها السياحة الدينية، بفضل وجود مراقد ومقامات دينية ذات أهمية بالغة". ويضيف أن هذه المراقد كانت تشهد حضوراً كثيفاً في المناسبات الدينية، لما لها من أثر كبير في أذهان الناس.
أوضحت د. داليا عبد الجبار شنشل، الأستاذة في كلية التربية بجامعة ميسان، في بحثٍ تناول السياحة الدينية والترفيهية، أن "استقطاب السياح يتطلب تهيئة بيئة سياحية تلبي حاجاتهم، وتوفير خدمات سياحية منظمة تغطي جميع أجزاء المحافظة". ورغم ذلك، يرى المهتم بالشأن السياحي محمد فاضل أن إخفاق هذا الملف يعود إلى غياب الترويج وعدم استثمار الإرث الديني بالشكل المناسب، قائلاً: "ميسان لم تستثمر مقوماتها السياحية لجذب الزوار وإنعاش الاقتصاد المحلي".
تُعد التحديات الأمنية والنزاعات العشائرية من أبرز العوائق التي تحول دون تطوير السياحة الدينية في ميسان. وأشار علي العقابي إلى أن "الهشاشة الأمنية وعدم السيطرة على النزاعات العشائرية أسهما في تشويه سمعة المحافظة، ما جعلها تبدو مخيفة في نظر الزوار". كما أضاف أن ضعف الترويج الإعلامي وغياب الاهتمام من قبل وزارة السياحة ساهما في تراجع هذا القطاع.
تزخر ميسان بالعديد من المواقع الدينية التي تعود لآلاف السنين. ومن أبرزها مزار ومرقد نبي الله العزير، وكنائس الكلدان والسريان التي تعود إلى القرن الثامن عشر، بالإضافة إلى الطقوس الدينية للصابئة، التي تُعد من أقدم الطقوس الدينية في العالم.
دعا العقابي إلى تنظيم ندوات متخصصة لتقديم توصيات تنهض بقطاع السياحة الدينية، مؤكداً الحاجة إلى دليل سياحي وإعادة تنظيم شركات السياحة داخل المحافظة بالتنسيق مع العاصمة.
ميسان، التي توصف بـ"محافظة المراقد"، تحتضن العديد من الأضرحة مثل مرقد عبد الله بن الإمام علي، ومرقد الكميت بن زيد الأسدي، ومرقد السيد أحمد الرفاعي، وغيرها من المزارات التي يقصدها الزوار من شتى أنحاء العراق.