TOP

جريدة المدى > محليات > حديقة متصرف واسط تحافظ على اسمها بعد تغيير شكلها

حديقة متصرف واسط تحافظ على اسمها بعد تغيير شكلها

أصبحت مسرحاً صيفياً ومنصة احتفالات

نشر في: 14 يناير, 2025: 12:01 ص

 واسط / جبار بچاي

بالرغم من تغيير شكلها على نحو كبير بعد مرورها بمرحلة إعمار مهمة، إلا أن حديقة المتصرف في مدينة الكوت، وهي أقدم وأجمل حديقة في المحافظة، حافظت على اسمها. بل زاد التعلق بهذا الاسم كثيراً من قبل أبناء المدينة الذين عادوا إلى الحديقة بعد هجرة طويلة بسبب إهمالها وتحولها إلى أرض جرداء.

أنشئت حديقة المتصرف مع مشروع سدة الكوت، وتقع في محلة المشروع بمركز المدينة. يجاورها من الجهة الشرقية ما يعرف بـ«بيت المحافظ»، ومن الغرب يحدها تقاطع الصياد المؤدي إلى سدة الكوت. ومن الجهات الأخرى تتعامد عليها عدة شوارع رئيسة، لتكون الحديقة بذلك مفصلاً مهماً للحركة والتنقل ونقطة دالة في المدينة.
يقول المشرف التربوي المتقاعد حسن علي مرواح: «لهذه الحديقة خصوصية عند أبناء المدينة، لأنها الحديقة الوحيدة التي كانت في المدينة ذلك الوقت، وكانت عامرة بالأشجار والزهور وأماكن الجلوس المتعددة، إضافة إلى النافورة الوسطية الصغيرة وشلال تنحدر مياهه من نهر دجلة مباشرة، فيرسم منظراً جميلاً خاصة عند الغروب».
وأضاف في حديثه لـ(المدى): «كنا نفضل حديقة المتصرف أثناء المراجعة للامتحانات يوم كانت المنازل صغيرة، إذ يجد الطلبة فيها الجو المناسب للقراءة. وتحت ظلال أشجارها درس أغلب أبناء المدينة، وحل مسائل الحساب ومعادلات الكيمياء والفيزياء، ودرس الإنجليزية والعربية، وحفظ قصائد الحارث بن حلزة وعمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد ولبيد بن ربيعة وجميل بثينة وامرؤ القيس والمتنبي والسياب ونازك الملائكة وفدوى طوقان وأبو القاسم الشابي».
وذكر أن «تلك الحديقة كانت تشهد توافد العائلات في أوقات المساء والليل للراحة والترفيه في فضاءاتها المفتوحة. كما كانت بعض العائلات المتقاربة فيما بينها أو المتصاهرة تقيم جلسات سمر ومآدب عشاء مشتركة. فالناس في ذلك الوقت كانت على طيبتها وفطرتها، وكانت تحترم الأماكن العامة وتهتم بها، ولم تمس أي شيء فيها بقصد التخريب أو ما شابه ذلك».
وقال إن «الإهمال طال حديقة المتصرف ونهبت بعض الألعاب منها، بينما تسابق فريق آخر لقطع أشجارها بقصد الاستفادة منها في التدفئة. ومرت الحديقة بفترة عصيبة حيث الإهمال، ولم تخصص لها الجهات المعنية فيما مضى بستانياً واحداً ليهتم بها ويسقي أشجارها على أقل تقدير».
يقول الفنان والإعلامي جلال الشاطئ: «في السنوات الأخيرة حاولنا إعادة الروح لحديقة المتصرف، وأقمنا فيها جملة من الأنشطة الثقافية والفنية، وجعلنا منها ما يشبه الشارع الثقافي. فدبت الروح فيها رويداً رويداً، ونالت بعض الاهتمام من البلدية. لكن واقعها لم يتغير نحو الأفضل، فدخلت إليها عربات اللبلبي والباقلاء والمرطبات، فتحولت أجزاء كبيرة منها إلى مكب لنفايات الباعة، واقتلعت عنوة أغلب ألعاب الأطفال التي أضيفت لها، وتكسرت مواسير المياه، وتعطلت مصابيح الإنارة، فسادت الظلام والخراب مجدداً».
وذكر أن «بلدية الكوت وبتوجيه من السيد المحافظ أعادت مؤخراً الروح إلى هذه الحديقة، وحولتها إلى تحفة جميلة، مع إضافة تصاميم معمارية وترفيهية لها، وتحويل جزء كبير منها إلى مسرح صيفي ومنصة احتفالات جميلة، مع نصب شاشة إلكترونية كبيرة ونافورة جديدة، وتحديث شبكات الماء والإنارة والسياج المحيط بها. والأهم من ذلك المحافظة على الأشجار المعمرة فيها لتظهر بحلة جديدة، لكنها ظلت محافظة على اسمها (حديقة المتصرف)».
وقال إن «الحديقة ستكون متنفساً اجتماعياً وترفيهياً لجميع سكان الكوت»، معرباً عن أمله في أن تتم المحافظة عليها من العبث، وألا يطالها الإهمال مرة أخرى. كما دعا إلى تخصيص إدارة لها من قبل البلدية تقوم بالمتابعة والإشراف وتنظيم الفعاليات فيها، خاصة ما يتعلق باستضافة الندوات والمؤتمرات وحفلات التخرج وغير ذلك من الفعاليات الأخرى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

من الطمر إلى توربينات الطاقة.. هل تنجح بغداد في استثمارالنفايات لتوليد الكهرباء؟
محليات

من الطمر إلى توربينات الطاقة.. هل تنجح بغداد في استثمارالنفايات لتوليد الكهرباء؟

 بغداد / محمد العبيدي تتجه الحكومة العراقية نحو استثمار النفايات في توليد الطاقة الكهربائية، وفي هذا السياق منحت أول إجازة استثمارية لإنتاج الكهرباء من النفايات، بهدف تغذية آلاف المنازل في العاصمة بغداد، في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram