المدى/متابعة
قدمت منظمة السلام الهولندية (PAX) دراسة تحليلية حول الأضرار البيئية التي تعرضت لها غابات ومزارع إقليم كردستان على مدار عقد من الزمان، مشيرة إلى أن هذه الأضرار ناتجة عن حرائق مرتبطة بالتغير المناخي من جهة، وكذلك عن النشاطات العسكرية مثل القصف بالطائرات المسيرة والصواريخ من قبل الجيش التركي ضد أهداف حزب العمال الكردستاني (PKK).
وبينت الدراسة أنه خلال شهر واحد في عام 2024، نفذت الطائرات التركية 381 ضربة جوية استهدفت مناطق مختلفة من الإقليم مثل العمادية، جبال قنديل، ودهوك وأربيل والسليمانية وسنجار.
وأكد التقرير أن إقليم كردستان عانى في السنوات الأخيرة من خسائر بيئية كبيرة بسبب حرائق تهدد التنوع البيئي الفريد في المنطقة، والتي أثرت على مساحات واسعة من الغابات. هذه الخسائر نتجت عن عوامل متعددة، منها التغيرات المناخية من حرارة وجفاف، بالإضافة إلى الأنشطة العسكرية المتمثلة في الصراع المستمر بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني.
هذا الصراع أسفر عن أضرار بيئية كبيرة فضلاً عن تدمير البنية التحتية ونزوح العديد من العوائل.
استند التقرير إلى تحليل صور الأقمار الصناعية، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ووكالة ناسا، بالإضافة إلى لقاءات مع مسؤولين ومنظمات بيئية محلية ودولية.
وأوضح أن غابات الإقليم، التي تقع في سلسلة جبال زاغروس، توفر موارد طبيعية حيوية للسكان المحليين مثل الخشب والحطب، كما أنها تشكل مأوى لآلاف الأنواع النباتية والحيوانية، العديد منها مهددة بالانقراض.
وأشار التقرير إلى أن الإقليم فقد منذ عام 2010 ما يقارب 290 ألف هكتار من مساحات الغابات بسبب الحرائق، موضحاً أن حوالي 20% من الغابات تم تدميرها بين عامي 2000 و2016.
وبالنسبة للحرائق التي دمرت المناطق الزراعية، أظهر التحليل أن العديد منها كانت نتيجة لعمليات عسكرية بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، مع دلالات على أن بعض الحرائق كانت متعمدة من خلال إلقاء مواد مشتعلة من الطائرات الهليكوبتر.
ووثقت الدراسة أن أكثر من 120 ألف هكتار من الأراضي قد تضررت جراء الحرائق المرتبطة بالأنشطة العسكرية، كما أن العديد من القرى والمناطق في دهوك وأربيل والسليمانية قد شهدت حرائق كبيرة نتيجة للقصف التركي المستمر.