الموصل / سيف الدين العبيدي
تعد مهنة الخياطة واحدة من أكثر المهن التي يتوفر فيها فرص عمل في أي مكان وزمان، خاصة للنساء، وهي المهنة الأكثر حبًّا لهن. لذلك، عملت فيها سناء إسماعيل، بنت بغداد ذات الـ 45 عامًا، وبدأت بها منذ طفولتها ودخلت السوق عندما أصبح عمرها 14 سنة. تعلمتها عن حب ورغبة كبيرة، وشغفها في الخياطة ومحبتها لتقديم الخير للناس دفعها إلى التميز بتقديم ورش مجانية للنساء، انطلقت بها منذ العام الماضي بمدينة أربيل التي انتقلت إليها عام 2014، وافتتحت معهدًا باسم "وردة كردستان"، وعُرفت بهذا الاسم.
منذ عام، جاءت وردة إلى الموصل وسكنت فيها، وافتتحت فرعًا ثانيًا لها لتكون متنقلة بين فرعيها في الموصل وأربيل. تقول وردة في حديثها لـ"المدى" إن قدومها إلى أم الربيعين يعود إلى تلقيها لطلبات عديدة من فتيات ونساء أرامل ومطلقات وميسورات يردن تعلم الخياطة وفتح مشروع لهن، ولكن ليس لديهن رأس مال أو حتى تكلفة أجور الورشة، خاصة أن الوضع الاقتصادي الحالي حتم على المرأة مساندة زوجها أو إعالة نفسها وأولادها. وبذلك، بدأت بتقديم الورش المجانية الحضورية في الموصل والإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودربت إلكترونيًّا ما يقارب أكثر من 400 امرأة حتى الآن من جميع محافظات العراق وحتى بعض الدول العربية منها مصر والمغرب وتونس.
وبينت وردة أن طريقة تعليمها تقوم على بث مقاطع فيديو تعليمية عن أساسيات الخياطة، ثم تقوم الفتيات بالتطبيق العملي مع إشرافها بشكل مباشر عليهن وتصحيح الأخطاء. ليس ذلك فقط، بل عملت وردة على توظيف المتعلمات من ورشها في معامل الخياطة، واستطاعت توفير فرص عمل عديدة في أم الربيعين وبقية المحافظات أيضًا، حيث يتواصل معها أصحاب المعامل الذين يطلبون منها خياطات. وأضافت: "أتنقل بين محافظتين بسيارتي الخاصة، ورغم التعب، لكنه يذهب عندما أصل إلى مكان العمل وأرى تلميذاتي قد جهزن الفساتين بأجمل تصميم وحرفة. حينها، ينتابني شعور الفرح والفخر لما نقدمه من إنجاز".
وبينت أن أحد أصحاب المشاريع عرض عليها تعليم الشباب كيفية صناعة "الجلسات العربية"، وفتح دورات مجانية بذلك، فبادَرَتْه الفكرة التي ستنفذها خلال الفترة المقبلة.
وأكدت وردة أن المتدربات يتراوح أعمارهن من 14 إلى 50 عامًا، واستطعن التعلم بسرعة على الخياطة والتصميم. وبينت أن العراق بلد منتج، وهناك فرص عمل كثيرة في مهنة الخياطة لدى المصانع، وأن أغلب التصاميم التي في السوق هي من أيادي عراقية لكن ذات قماش تركي. وتتحدى وردة نفسها بتصميم أي فستان عالمي بشرط أن يتوفر لها قماش بنوع جيد.
ولفتت إلى أن شغفها بهذه المهنة صنع لها اسمًا وجعلها تعلم الآخرين، وتنصح كافة النساء بالتعلم جيدًا للمهنة لأن العمل بهذا المجال متوفر في جميع محافظات العراق وفي أي وقت. وأكدت أنها تلقت طلبات من شخصيات سياسية لدعمها، لكنها رفضت بشكل قاطع وفضلت أن يبقى عملها مستقلًّا وخاصًّا بها.