متابعة/ المدى
في ظل المتغيرات الأخيرة التي عصفت بالمنطقة، تتجه المؤشرات إلى أن موعد خروج القوات الأميركية من العراق قد يتغيّر متأثراً بتلك المتغيرات المتمثلة بإسقاط النظام في سوريا، والمخاوف من عودة سيناريو 2014 في العراق، وتوجهات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.
ويرى المختص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أحمد الشريفي، أن الساحة العراقية تشهد "خفضاً واضحاً" في المطالبة بإخراج القوات الأميركية من البلاد.
ويقول الشريفي، إن "التطورات الأخيرة في المنطقة وتحديداً في سوريا، وكذلك قدوم دونالد ترامب، أدت وبشكل كبير إلى تراجع حدة الخطاب بشأن إنهاء الوجود الأميركي في العراق، حتى من قبل الذين كانوا يرفعون هذا الشعار، فالكل يدرك خطورة الوضع على مختلف الأصعدة".
وبيّن الشريفي أن "هناك خشية حكومية كذلك سياسية حتى من داخل الإطار التنسيقي من أي انسحاب أميركي من العراق في ظل الظروف الراهنة، ولهذا القضية شبه منسية حالياً، وحتى إن أجريت مباحثات فيها من جديد، فسيكون هناك مماطلة. إذ أن الكل يخشى من الوضع في سوريا، ووجود تنظيم داعش الإرهابي هناك، والبعض يرى هناك حاجة فعلية إلى الوجود الأميركي لمنع تكرار سيناريو 2014".
وفي هذا الإطار، استبعد الإطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الشيعية، وجود أو حصول تراجع بقضية المطالبة بإخراج القوات الأميركية من العراق خلال المرحلة المقبلة، وفي ظل المتغيرات الراهنة.
ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عن تحالف الفتح المنضوي ضمن الإطار التنسيقي، وعد القدو، إن "أي حديث عن تراجع في مطلب إخراج كافة القوات الأميركية من العراق، غير صحيح، فلا يوجد تراجع في هذا الإطار لا من قبل الإطار التنسيقي ولا من قبل الحكومة العراقية، والكل مع تحقيق هذا المطلب، خلال المرحلة المقبلة، ووفق التوقيتات الزمنية".
وأضاف القدو أن "الكل ينتظر ترتيب أوراق هذا الملف وفق آخر المفاوضات ما بين بغداد وواشنطن، وهناك جولة تفاوض جديدة سوف تعقد قريباً لإكمال مشروع الانسحاب وفق التوقيتات الزمنية وعبر مراحل، وهذا الأمر عليه اتفاق سياسي وحكومي، ولا يوجد أي مبرر لهذا التواجد في العراق".
وفي أيلول 2024، قالت الولايات المتحدة والعراق في بيان مشترك، إن "المهمة العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق ستنتهي بحلول سبتمبر/أيلول 2025، على أن يتم الانتقال إلى شراكات أمنية ثنائية".
وأوضح البيان المشترك أن "التحالف ستنتهي مهمته خلال 12 شهراً وفي موعد أقصاه نهاية سبتمبر/أيلول 2025"، مضيفاً أن "المهمة العسكرية للتحالف في سوريا ستستمر حتى سبتمبر/أيلول 2026".
وقال عضو اللجنة علاوي البنداوي، إن "الحكومة العراقية قطعت شوطاً طويلاً بمفاوضات إخراج القوات الأميركية من العراق وحققت نجاحات بهذا الأمر، لكن الآن هناك خشية من عرقلة هذا الملف بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، فهذا الرجل لديه أفكار تختلف عن الإدارة الأميركية السابقة".
ورأى البنداوي، أن "الحكومة العراقية مطالبة بالاستمرار بهذا التفاوض ورفض أي محاولة لعرقلة الحوارات تحت أي ذريعة كانت، فهناك رغبة سياسية وشعبية على إخراج تلك القوات، كونها أصبحت تهدد الأمن القومي العراقي، ووصول ترامب إلى السلطة في واشنطن ربما سيدفع تلك القوات إلى عمليات ضد العراق وسيادته كما فعل ذلك مسبقا".
المصدر: وكالات