متابعة المدى
المصور الموصلي سعد هادي البالغ من العمر 75 عاماً، بدأ التصوير عن طريق الصدفة في ستينيات القرن الماضي، عندما أهداه صديق والده الذي كان يعيش في ألمانيا الغربية كاميرا “اجفا”، وكانت تلك الكاميرا رفيقته في العديد من الرحلات والمناسبات العائلية، حيث بدأ بتوثيق اللحظات الشخصية والطبيعية، لكن لم يكن يدرك حينها أنه سيصبح واحداً من أبرز مصوري الموصل، ومع دخول الكاميرات الرقمية إلى العراق بعد عام 2003، بدأ سعد هادي يشهد تطوراً كبيراً في مجال التصوير، وكان من أوائل من اقتنوا الكاميرات الرقمية في 2004، وبدأ البحث والاطلاع على محاضرات ومقالات عبر الإنترنت، وتوقف عن التعامل مع التصوير كمجرد هواية بل كفن وعلم له قواعد ومنهجيات خاصة، واليوم ينصح هادي الشباب، وينبههم إلى أهمية العناية بخلفية الصورة وتقديم نمط إيجابي يعكس جمال العراق وتراثه ووجهه الجميل للعالم.
سعد هادي المولود عام 1950، تخرج من قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب بجامعة الموصل عام 1974. قال: "كنت أحب الرسم في مرحلتي المتوسطة والإعدادية، وعندما حصلت على كاميرا “اجفا” من صديق والدي عام 1965، بدأت بالتصوير الشخصي فقط، ووجدتها آلة توثيقية تعلقت بها كثيراً، فكانت معي طوال الوقت، خاصة في الرحلات. منذ عام 2004، دخلت عالم التصوير عبر الكاميرات الرقمية وانبهرت به". واضاف: "وجدته عالماً واسعاً، وأضفت إليه جهاز الحاسوب الذي ساعدني في البحث عن المستجدات عبر الإنترنت، ما فتح لي آفاقاً واسعة. وبحكم إتقاني للغة الإنكليزية، كنت أبحث في مواقع أجنبية وأتابع محاضرات، فاكتشفت أن التصوير فن وعلم له أصول وقواعد منهجية". وعن الاماكن التي قرر ان يصورها قال: "اقتنيت الكاميرات الاحترافية، لكن الوضع الأمني والاجتماعي آنذاك فرض علي التصوير في الشارع بشكل محدود، فركزت على توثيق المعالم الموصلية التراثية والأثرية". واضاف: "بعد التحرير، زاد الوعي وأصبح الناس يطلبون مني تصويرهم. وبين عامي 2017 و2022، وثّقت معالم أم الربيعين وما شهدته من دمار وإعمار، لكن منذ عامين، اتجهت إلى تصوير نمط الحياة الجديدة في الموصل، مثل الجالسين في المقاهي، الحدائق، السائحين الأجانب".
سعد هادي يريد لابنائه ان يتعلموا مهنة التصوير ويقول علّمت خمسة من أولادي وأحفادي التصوير. مؤكدا انه لا يسعى للحصول على أي مردود مادي من التصوير، ولم يفكر في إنشاء استوديو.
عن الكاميرا التي يستخدها في التصوير قال: "حالياً، استخدم كاميرات نيكون 7100، نيكون D90، لكن الكاميرا مهما كانت احترافية، لا تكفي وحدها، لذا أعمل على تطوير قدراتي ورؤيتي وأسعى إلى إخراج صورة احترافية حتى بعدسة الهاتف" ، مضيفا ان: "محتوى الصورة يعكس شخصية المصور وقدراته، سواء كان محترفاً أم لا".
وعن عمله الوظيفي قال انه تولى منصب أمين مكتبة كلية الهندسة بجامعة الموصل من 1976 إلى 1991، لكن الظروف الاقتصادية آنذاك دفعته إلى ترك الوظيفة والتوجه نحو الأعمال الحرة. شاركت سعد هادي في مهرجانات تصوير في الجزائر، تونس، ومعظم المحافظات العراقية، وحصلت على جوائز تقديرية.