TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حيرتنا بين لا ونعم!!

العمود الثامن: حيرتنا بين لا ونعم!!

نشر في: 16 فبراير, 2025: 12:07 ص

 علي حسين

ماذا كان يضير المحكمة الاتحادية لو أنها لم تدس أنفها في شؤون الساسة والسياسيين ، فنراها مرة تمنع نائبا من الترشيح ، ومرات تفصل رئيس برلمان ، وكنا عشنا فصولا من الجدل مع قرارات المحكمة الاتحادية منذ عام 2010 عندما وضعت تفسيراً للكتلة الأكبر، كان الغرض منه سد الأبواب أمام كتلة أياد علاوي في تشكيل الحكومة، في ذلك الوقت حصل السيد علاوي على 91 مقعداً بينما حصل السيد نوري المالكي على 89 مقعداً، فوجدنا المحكمة تصدر قراراً غريباً،ساهم في فقدان ثقة المواطن بالعملية الدستورية .. وأتمنى أن لا يتصور البعض أنني أدافع عن كتلة أياد علاوي ، ولكن ما فعلته المحكمة الاتحادية في ذلك الوقت فتح الباب أمام القضاء لكي يدس انفه في شؤون السياسة وتتذكرون معي أن المحكمة الاتحادية نفسها بعد 12 عاما استهلك فيها العراقيون طاقتهم ومعها ثرواتهم في جدال عقيم حول الكتلة الأكبر، هل هي التي تتشكل في البرلمان أم التي تفوز في الانتخابات؟، لتخرج علينا المحكمة الاتحادية فيما بعد بقرار جديد يقول إن الكتلة الأكبر هي التي فازت بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات النيابية. وكأن مصائر البلاد والعباد مجرد لعبة تشبه لعبة "الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة".
كنت اتصور ان قرار المحكمة الاتحادية بايقاف العمل بـ" قوانين سلة المشهداني ، هو محاولة لاعادة النظر بهذه القوانين وخصوصا تعديل قانون الاحوال الشخصية ، وسماع رأي المعترضين ، لكن الغريب ان المحكمة وبعد ايام من قرار الايقاف اصدرت قرارا جديدا الغت فيه قرارها الاول ، ولم تكتف بذلك بل سدت الباب على كل من يعترض على هذه القوانين لتخبرنا انه " لا يجوز سن قوانين تتعارض مع الدستور" .
أما وقد أعادتنا المحكمة الاتحادية إلى نقطة الصفر مشفوعة ببعض العبارات من عينة الدستور ومصلحة البلاد ، وان مجلس النواب يمثل الشعب ، فان الغريب والعجيب أن المحكمة اخبرت المواطن من قبل ان قراراتها ثابتة ولا يمكن التراجع عنها ، وكأن المواطن مطلوب منه أن يصفق عند صدور قراربايقاف القوانين وان يهتف عند صدور قرار بلافراج عن هذه القوانين .
أدرك جيداً أن التجاوز على سلطة القضاء مرفوض ومدان ونقف جميعاً ضده، لكن للأسف القضاء ومنذ سنوات أحب لعبة الاشتباك مع السياسة، ولهذا فالناس كانت وما زالت تريد من المحكمة الاتحادية أن تساهم في مساعدة البلاد على دخول المستقبل، وبناء دولة تقوم على أساس حق المواطنة لا حق الساسة، وعلى العدالة والمساواة لا على توزيع الغنائم بين الأصحاب والأحباب، ومع التسليم الكامل بأن وجود محكمة اتحادية ، ضرورة تشريعية ، فإن المنطق يقول إننا بحاجة إلى محكمة تنصف المواطن ، وتبتعد عن معارك السياسيين .. والله من وراء القصد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram