TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديات

إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديات

نشر في: 18 يونيو, 2025: 12:07 ص

 علي إبراهـيم الدليمي

تمر علينا ذكرى رحيل الفنان الكبير والمتميز في عطائه طالب مكي، الذي ترك بصمة فنية متفردة في عالم الرسم والنحت، ورسوم عالم الأطفال.
تميزت تجربة طالب مكي طول مسيرته الفنية، في الرسم والنحت منذ بداياته الفنية بأنها لا تشبه أية تجربة تشكيلية عراقية أو عربية أو عالمية.

فلهذه التجربة ميزة خاصة تمتلك روحية متفاعلة، ولها جذور عميقة في حضارة وادي الرافدين. وكأنه يمتلك "مشيماً خاصاً، يتغذى منه لنفسه"، ولغزاً محيّراً في كيفية إيحاء واستلهام وطرح أفكاره المتفردة التي اتسمت بمفهوم فكري متجدد، مستلهماً الرموز التأريخية من الفن السومري والأشوري، ومزاوجتها مع العناصر الفولكلورية الشعبية العراقية، إلا أن سيطرة وهيمنة فن النحت على طالب مكي، قد أنسحبت كذلك جلياً على لوحاته الزيتية، وتخطيطاته الورقية، حيث أبراز الكتل اللونية الحادة والقاسية في قوتها، التي تتميز غالباً بالشكل الهندسي الضخم، لتفرض سطوتها الكاملة على ميوعة ونعومة سطح القماشة ومفهومها التقني.
ما يميز مسيرة طالب مكي بشكل لافت هو كونه فنانا حُرم من نعمة النطق والسمع، لكنه يمتلك حصافة ذهنية متقدة، وحبا أزليا لرسالته الفنية المخضبة والمعفرة بتراب ورائحة زمان ومكان بلده العراق وحضاراته المتتالية.. وكأن هذا "الحرمان" هبة السماء لطالب مكي ليكون "فريداً" في عطائه الثري والكبير.
ولد طالب مكي سنة 1936في ذي قار، وفي سنة 1952 التحق بمعهد الفنون الجميلة قسم الرسم، ليتتلمذ على يد الفنان "فائق حسن". ولكن تأثير النحات الكبير "جواد سليم" دفعه نحو ولعه بالنحت للتتلمذ على يده، ويزامله ويلازمه فعلاً حتى وفاة أستاذه. وكان طالب مكي تلميذاً وفناناً بارعاً طوال مدة مسيرته مع جواد سليم، الذي قال عنه: "إن طالب مكي هو الفنان الذي يمكن أن يفعل شيئًا من بعدي".
تميزت أعمال طالب مكي، في النحت والرسم، بمفهوم فكري متجدد، مستلهما الرموز التاريخية من الفن السومري والآشوري، ومزاوجتها مع العناصر الفولكلورية الشعبية العراقية. ويعكس وصفنا هذا لقدرة طالب مكي على نقل جوهر رؤيته النحتية إلى وسائط أخرى، مما يضيف عمقا وقوة تعبيرية لأعماله التصويرية.
عمل الفنان الراحل رساما توضيحيا في مجلة (العاملون في النفط) منذ العام 1960. عمل معلما للرسم في معهد الصم والبكم منذ العام 1966. شارك في المعارض الجماعية التي أقيمت داخل العراق وخارجه. يعد من الأعضاء المؤسسين في "جماعة المجددين" التي أقامت معارضها الخمسة خلال الأعوام (1965- 1968). والتي ضمت كل من الفنانين: نداء كاظم، وسالم الدباغ، وصالح الجميعي، وعامر العبيدي، وفائق حسن، وإبراهيم زاير، وسلمان عباس. تميزت هذه الجماعة بنشاطها الفني الموضوعي والفكري المتجدد.
يُعد الفنان "طالب مكي" رائدا في مجال رسوم الأطفال في العراق، وقد بدأ مسيرته الفنية في عام 1969 من خلال "مجلتي والمزمار". كان من أوائل المؤسسين لـ "دار ثقافة الأطفال" في العراق، وشغل منصب رئيس الرسامين فيها، حيث وضع الأسس الجادة لعملية الرسم للأطفال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

ذي قار تستعد لإطلاق النسخة الثامنة من مهرجان مصطفى جمال الدين

فخري كريم: النون العراقية.. ذاكرة الوطن وقوّة نهوضه

ظاهرة التحرش بالأطفال ... جلسة تثقيفية تبحث الأسباب والمعالجات

«مركبة التراث» تجوب الأقضية لترسيخ الوعي بالتاريخ والفن

" سقوط الأفكار" يزجّ بشاعرة شابة إلى الساحة الأدبية الموصلية

مقالات ذات صلة

بيت المدى يحتفل بمؤية نجيب محيي الدين..عاشق الوطن والديمقراطية

بيت المدى يحتفل بمؤية نجيب محيي الدين..عاشق الوطن والديمقراطية

 متابعة المدى   أقام بيت المدى في شارع المتنبي جلسة استذكار للشخصية الوطنية والديمقراطية نجيب محيي الدين، بمناسبة مرور 100 على ولادته، وشارك في الجلسة التي أشرف على إداتها الزميل رفعت عبد الرزاق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram