اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمـود الثامـن :على مائدة المالكي وعلاوي!!

العمـود الثامـن :على مائدة المالكي وعلاوي!!

نشر في: 3 أغسطس, 2011: 12:12 ص

علــــي حســين لا مفاجأة على الإطلاق في أن يستبدل بعض السياسيين نظام "القائد الضرورة" بنظام "المسؤول الضرورة"، سواءٌ أكان نفاقا أم أنتفاعا، فالحاصل أن البعض لا يريد لعقارب الساعة أن تغادر مكانها، بعد ثماني سنوات عجاف . دعونا نتساءل: ماذا فعلت النخب السياسية لملايين العراقيين الذي عانوا قهر " القائد المؤمن "  وتسلطه؟
ماذا قدم المتنافسون على المناصب قبل أن يتأنقوا ويذهبوا إلى موائد الحوار والوفاق لملايين العراقيين ممن أطاح صدام بأحلامهم واستولى على حاضرهم ومستقبلهم؟ لا أسأل عن نقود توزع ولا خطب تتحدث عن الديمقراطية وحرية الانتخاب، بل أسأل عن مدى حضور قضية العراقيين وآلامهم وأمالهم وطموحاتهم في جلسات الحوار التي دائما ما تنتهي بمؤتمرات صحفية يقول أصحابها إنهم في طريقهم للتوصل إلى حل يضمن تقاسما عادلا للمناصب والمنافع والامتيازات والمشاريع والمقاولات، هل تذكر احد الجالسين مأساة أم عراقية ضاقت بها سبل الحياة فلم تجد طريقا آمنا للعيش غير التسول؟، هل ناقش المالكي وعلاوي وسط ضجيج الاستحقاقات الانتخابية، معاناة الملايين من الذين يكتوون بصيف العراق من دون كهرباء ولا خدمات، هل طرحت على مائدة إفطارهم الشهي، قضية آلاف العوائل التي تسكن بيوتا من الصفيح. لم يعد العراقيون يضعون آمالهم على اجتماعات القادة المختلفين على مصالحهم لا مصالح الشعب ، اليوم لا يشعر العراقيون بان هذا الوطن الذي كانوا يحلمون به  ، وهذاالشعور سببه سياسات فاسدة للحكومة ومقربيها ومعاونيها وللقوى السياسية الأخرى التي تريد أن تحصل على حصتها من الغنائم. اليوم يشعر العراقيون بأن السلطة اغتصبت منهم وان البرلمان لا يحكم باسم الشعب، وان بعض القوى السياسية تعمل المستحيل من اجل الانفراد بالحكم، وان القانون أصبح أداة في قبضة الأحزاب الحاكمة، ما يحدث اليوم في أروقة السياسة من تهالك على المناصب يثبت بالدليل القاطع أن بعض أحزاب السلطة لا تريد مكانا لدعاة الدولة المدنية ،  اليوم ينام الناس ويصحون على تصريحات  " المقربين "  من الحكومة الذين يواصلون النفخ  في قربة مقطوعة من اجل إطالة عمر سياسات وتوجهات حكومية أثبتت فسادها وفشلها؟العراق اليوم ليس هو الوطن الذي نحب جميعاً أن نعيش فيه، ليس هو الوطن الذي  رسمنا صورته ونحن نرى تمثال صدام يتهاوى عام 2003؟ ما قيمة الأوطان إذا لم نشعر جميعاً بكرامتنا، وحريتنا، وحقنا الكامل غير المنقوص في اختيار حكامنا بإرادتنا الحرة، وليس الاختيار الذي فرضته أحزاب سياسية مارست الخديعة والتزييف وجاءت للناس بخطاب مدني ، فيما هي خلف الستار تعد العدة لخطاب طائفي متشدد ومقيت ، ماذا تملك أو أملك أنا في هذا البلد؟ لا أقصد الأموال ولا العقارات ، إنما أقصد حقي وحقك في أن نشعر بأننا نمتلك هذا الوطن، عندما يعود العراق للعراقيين حقا، وعندما نسترد حقوقنا المغتصبة والمنهوبة والمنتهكة، وقتها سنشعر إننا أحرار ، أما قبل ذلك، فلا وجود لدولة المواطن، ولا حتى في الخيال.وسيسالني البعض ، هل تكره البلاد الى هذا الحد  ؟ وأقول لأنني أحب وأعشق ترابها، فأنني أريد لها أن تكون ارض للحرية والرخاء والمساواة، لا أريد العراق المكبل والمريض والذي يعشش فيه الفاسدون والمفسدون. أتحدث عن العراق الذي قدم التضحيات من اجل بناء الديمقراطية، أتحدث عن العراق الذي سالت فيه انهار من الدماء في سبيل  الخلاص من الدكتاتورية، أتحدث عن العراق الذي يرفض أن تعلق صور زعمائه في الساحات والشوارع ومؤسسات الدولة ، أتحدث عن العراق الذي يسكن ضمير كل مواطن يحلم بمستقبل مشرق، - لاعراق القرون الوسطى الذي يحلم به ساسة الطوائف - هذا العراق للأسف لم يتشكل بعد والسبب ثقافة الجهل والتسلط والمرض والفقر والانتهازية التي تحكمنا، وهي ثقافة لا مكان فيها لغير طاولة المالكي وعلاوي، حيث تسود لغة النفاق والغش والتزييف والفساد.مسؤوليتنا اليوم جميعا أن نبحث عن العراق الذي نحب ونريد، العراق الذي لا مكان فيه لسياسي يؤمن بنظرية إقصاء الآخر، لا مكان فيه لمسؤول يهرب من مصافحة امرأة، لا مكان فيه لنائب يختبئ خلف جدران كونكريتية، لا مكان فيه لمزيفيي الدين الذين حللوا سرقة أموال الشعب، هل نحن مستعدون لكي نضحي من اجل هذا الوطن المنشود في أعماقنا. أترك الإجابة لكم، وخصوصا القراء الأعزاء الذين يتهمونني بالعداء للعملية السياسية وبترويج أفكار طائفية، أتمنى منهم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، ويحلموا حقا بعراق لامكان فية لروائح الطائفية الخبيثة والنتنة  .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram