اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > والبيت.. هو المدى

والبيت.. هو المدى

نشر في: 7 أغسطس, 2011: 06:13 م

رياض النعمانيأهلّة ، وأصوات ذهب تستدرج الفرس الى بهجة الاعراس.. والتقاء أزمنة وأماكن ـ في أعالي توشك على الطيران أعلى فأعلى ـ البصرة تحملها نوارس وزرقة موج ومذاق ( برحي، بربن ، عكيراوي ) ذاهبة ـ في طريق الورد ـ الى الناصرية فيسافران معاً في قطار الليل وفي ساعة الغناء التي توقظ المساء على رائحة كانت لهذه الأرض ، كانت ثم اختفت لفرط الخوف والقتل والملاحقات والبطش والوحشيه التي ميزت طبيعتهم كقتلة محترفين.
هم يلاحقون رائحة النعناع والريحان وترابا ظلّ وفيا لمرور البسالة وفروسية عشاق احترفوا حرية وصدق خياراتهم وراهنوا طويلا على جسارة قلوبهم ووقوفهم الاعزل والفذ في ذرى العاتيات....انه زمن القتلة الوحوش ...الوحوش في كل منعطف وإ تجاه ، وهم هم اعداء العراق المنذور للحظة الخلق والفرادة والابتكار الذي لم يتوقف عن محاولاته في استقصاء شواطئ جديدة وسواحل تقيم أعراس الإنسان القادم .ذاهبون إلى المدى رغم الحواجز الكثيرة ونقاط التفتيش التي تثير السخرية والبؤس والرثاء ، ورغم الطرقات التي لم توصل ولم يصلها الضوء ، ومهما تكن السجون سجوناً.( نقرة السلمان ، قصر النهاية ، الامن العامة ، المخابرات) واخرى تم ويتم التستر عليها لانها بنيت بالخبرة الإمبريالية الشديدة البشاعة والتطور منذ عام 1963 وحتى الانولا عجب ان تحسب السلطة الحالية حتى بعض الاحياء ـ من ربعها ـ شهداء لهم كل حقوق الشهداء إلا الشهداء الحقيقيين الذين أعطت مواقفهم ودماؤهم ومثلهم وصمودهم ملامح هوية العراق الحر.. الافتتاحي المبدع وكانت ثمة رياداتشعر وغناء ومسرح وسرد. أسس لصعودها الفذ رجال ونساء كثر.(الأب انستانس الكرملي ، السياب ، البياتي ، نازك ، جواد سليم ، منير وجميل بشير ، عبد الكريم قاسم ، الملك غازي ، الجواهري ، كوران ، محمود الحفيد ، علي الوردي ، زينب ،إبراهيم جلال ، طه باقر ) وهذه الاسماء القليلة جداً أوردها على المثال لا الحصر ، هم بعض من استثارات تاريخ مرة يكون قطاراً للموت وأخرى يصبح فرحا خارقا يدّخر العراق برمته لعيد الذهاب الى بغداد ، وقد طاب الهوى.. والهديل يملأ فيروز ( رازونة) البيت. والبيت هو المدى.قادمون في قطار المحبة والعراقية التي ترى نفسها في أخوة الإنسان الذي يجد في الود والصفاء والتضامن عمق وجوده الحق وفرحه الخالص لوجه الحب الذي تحاصره اليوم جهات عديدة وترى فيه وفي نشوته وبياضه عدواً شرساً يحرّض على الضوء والقصيدة والنغمة وغريزة الاتجاه الحر نحو الأقاصي البعيدة التي لا يكون معنى للتطور والنمو والإبداع إلا بالارتماء الحي في أحضانها الواسعة التي ترعاها المدى ، وتبقى ـ كالندامى الدمثين ـ تسقي فجرها الغض بمزيد من البياض والهديل واشتعال الأغنية العذبة.المدى اليوم ( وفي هذا الزمن الذي يريد لأدوات التخلف والردة والاحتلال واللصوصية والطائفية ان تسود وأن تكون سيدة) هي المشروع الحضاري الذي يعيد لتاريخ الثقافة العراقية حضوره المشرف صعوده الجديد وحريته الخلاقة.والمدى هي الطيران الواسع الطليق في سماء يريد الغزاة واللصوص وغبار الماضي أن يصادروها ويغلقون بوجهها المدى...ولكن المدى مدى..تحية خاصة لهذا المشروع المعرفي الجميل الذي نرى فيه عراقنا القادم الحر الطليق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram