اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المتحف اليهودي(هيريتاج)ـنيويورك..ومقترح إنشاء متحف لمخلّفات الدكتاتورية في بغداد

المتحف اليهودي(هيريتاج)ـنيويورك..ومقترح إنشاء متحف لمخلّفات الدكتاتورية في بغداد

نشر في: 13 أغسطس, 2011: 05:56 م

علي النجار مالمو حينما كنت أتجول في شوارع وأزقة أمستردام القديمة التي تحاذي قنواتها، لفت نظري طابور لبعض الناس مصطفين أمام احد المنازل لغرض الدخول إليه. اعتقدت حينها بأنه ربما يكون احد المتاحف الصغيرة السرية. أو أي مرفق ترفيهي لمجموعة خاصة من الناس.
 لكن صاحبي الذي يرافقني في تجوالي اخبرني بان هذا المكان المقصود ما هو إلا مخبأ(سرداب) يقع أسفل هذا السكن. قصته: إن فتاة يهودية صغيرة خبأها سكان العمارة المسيحيون فيه لحوالي أربع سنوات من الغزو النازي لهولندا لينجّوها منهم. وهؤلاء هم  بعض زوار هذا الأثر(المتحفي) اليومي. حينها انتابتني غصة. فماذا نقول أو نفعل عن آثار كل الدمار  البيئي والبشري الذي لحق بنا نحن العراقيين من آثار زمن الحروب الدكتاتورية الداخلية والخارجية وعن تبعاتها وتداعياتها وبعثراتها التي لا تزال تفعل فعلها لحد الآن.لكن وما دام الشيء بالشيء يذكر. ماذا  فعلنا لنموذجنا العراقي الأثري الشخصي الذي تعدى في معاناته النموذج اليهودي الهولندي بما لا يقاس. ماذا فعلنا بالمكان الأثر الذي دفن فيه احد العراقيين نفسه حيا لعشرين عاما.  فان كنا ولا نزال غافلين, فلننتبه لآثار أفعال تواريخنا عبرة ومقصداً لنا ولكل شريف في العالم.  المتحف اليهودي في نيويورك:  اعترف بتقصيري عن زيارة المتحف اليهودي في برلين حينما زرته في عام(2002). أولاً لعدم إدراكي أهمية هذا المتحف التوثيقية (بعيدا عن كل الادعاءات وملابساتها) وثانيا لعدم معرفتي بطبيعة المتحف المعمارية التي تتوافق مع أهداف منشئيه كأثر يتلبس هدف وظيفته الأثرية التوثيقية ومدلولها  الثقافي التحريضي المحيطي. لكنني عوضت عن ذلك بزيارتي المتحف اليهودي النيويوركي، والذي اعتقد بأنه رغم مزاياه العمرانية الحديثة, لا يرقى لمستوى المنشأة البرلينية، من خلال اطلاعي على موقعه الانترنيتي. ربما أكون مخطئاً، وربما لا. لكن تبقى هذه المنشآت المتحفية الاثنية الوثائقية تحفز لاكتشاف محتوياتها ودراسة شكل عمارتها وموقعها من قلب المدن العالمية. يقع هذا المتحف في الجادة الخامسة من الشارع المهم(92)  ويطل من جهته الثانية على موقع تمثال الحرية. ويرتبط اثنيا بالمنطقة المحيطة به والتي تشير استعلاماته المدونة إليها كامتداد ثقافي بيئي. إذا لم يكن اختيار الموقع اعتباطا. بل هو جزء من تخطيط عمراني اثري وبيئي موصول بما يحيطه، كما انه واحد من العديد من المتاحف المشابهة المنتشرة في الولايات المتحدة وأوربا، رغم اختلاف محتوياتها النسبية وانسيابيتها لأكثر من موقع. فان الهدف منها يبقى واحدا وهو عرض الوثائق والمصورات واللقى اليهودية الأثرية والدينية رغم تداخلهما كموروث واحد لا يتجزأ. أدوات الاحتفالات الدينية والمدنية. المنسوجات ولعب الأطفال، وثائق وصور عن المحرقة(الهولوكوست)، أفلام فيديو، ومشاريع عرض دورية معظمها وثائقية. شهادات عن الحروب والناجين منها. الطقوس الدينية. القطع الأثرية(غالبيتها تبرعات، مثلما هو إنشاء المتحف وإدامته). أعلام اليهود وبعض من وثائق انجازاتهم. وللمتحف كذلك نشاطاته الاجتماعية وبرامج لقاءات الدارسين للتعرف على التراث اليهودي لمن يرغب. كل ذلك معروض في بناية تبدو من الخارج وكأنها جزء من المحيط المعماري النيويوركي الباذخ. لكن دواخلها صممت بإنارة مناسبة توفر انسيابية مشهدية العرض من الإرث حتى الفاجعة المقدمة على شكل جرعات متتابعة, لا تخدش العين بقدر ما تدخل الذهن مباشرة.ليس المتحف وحده ما يقدم الإرث الوثائقي. فلليهود(مثلا) معبدان مشهوران كمتاحف مفتوحة للزوار في توليد و(طليطلة) الاسبانية. بنايتهما تنتمي للتراث الإسلامي بميزتهما العامة, حتى أن أثراً إسلامياً(إفريز خشبي بخط النسخ) لا يزال يحتل موقعه داخل احدهما. ومن محتوياتهما: الأدوات المستعملة في الطقوس وبعض المخطوطات الدينية والتوراة وخريطة أحيائهم التاريخية في المدينة قبل تهجيرهم والمسلمين عند نهاية الإمارة الإسلامية.. والملابس الطقسية وبعض اللقى الأثرية القليلة. ما لفت نظري من كل ذلك هو وجود صحن فيه(مكسرات) الجوز واللوز والمصقول..) وإشارة مكتوبة تدعي بان اليهود هم الذين جلبوا هذه الأشياء إلى اسبانيا!.(هذا يذكرني بقضية الفلافل والادعاءات اليهودية التي تنسبها لهم). لم يعد غريبا في وقتنا توظيف دور العبادة كمتاحف للزوار كما هو حال جامع (أيا صوفيا) الأثري في اسطنبول والذي تحول بدورة الزمن(الدينية) من كاتدرائية إلى جامع إسلامي ولم يفقد أثرا من هنا واثرا من هناك. أما بالنسبة للعديد من الجوامع الأوربية فتحت وطأة الضائقة المالية لرعاتها وشحة الرواد، فقد تم تحويلها إلى مرافق أخرى, وأحيانا بثمن رمزي بخس وبشرط مهم هو التوفر على إدامتها كأثر عمراني. وعلى العموم هي وكمظهر خارجي يفرض شرط متحفيته الأثرية. لكن يبقى المتحف اليهودي يحمل صفته الأثرية المنتزعة من أحشاء البناية الدينية الطقسية. مع إضافة للأرشيف الذي يكرس الحدث والحادثة, والوقائع بصيغتها التي يرتضيها منشئوه. والتي تشيىء الثقافة الاثنية عنصرا زمنيا متفاعلا. لكن يبقى هذا المتحف فاعلا بجز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram