 كتب/ يوسف فعل* استثمر مدرب فريق الزوراء راضي شنيشل طاقات لاعبيه الشباب في المباراة النهائية بمنتهى الدقة وبالشكل الامثل ورسم في ضوئها سيناريو خطف اللقب من غريمه فريق أربيل ونجح بدرجة الامتياز بتوظيفهم بما يتناسب مع امكانياتهم الفنية والبدنية التي اسهمت في كبح جماح منافسه المدجج بلاعبي المنتخبين الوطني والاولمبي وعبدت طريق الانتصار الذي اعاد للنوارس اللقب الغالي وايداعه في خزانة نادي الزوراء بعد غياب دام مواسم عدة .
قراءة المدرب شنيشل الرائعة منحته النجاح في المباراة النهائية، بينما في الضفة الاخرى كان مدرب أربيل ايوب اوديشو يرتكب الاخطاء التكتيكية الواحدة تلو الاخرى لاختياره طريقة اللعب التي لا تتناسب مع امكانيات لاعبيه المهارية ولا تتلاءم وأهمية اللقاء ناهيك عن زج بعض اللاعبين في مراكز لم يعتادوا عليها مثل اللاعب سعد عبد الامير الذي تألق بشكل لافت في منتصف الميدان، لأن اوديشو زجه في جانب الملعب ما افقده الكثير من مؤهلات الاندفاع وصناعة الفرص التي يمتلكها ، وكذلك قلل من العطاء الفني اللاعب الدولي مهدي كريم المعروف بانطلاقته وخطورته على المرمى من الجهة اليمنى من خلال الايعاز له بالدخول الى منتصف الميدان ، وعدم تكليف اللاعب حسين عبد الواحد بالقيام بدور صانع الالعاب والإبقاء على الحارس سرهنك محسن في ركلات الجزاء الترجيحية  حيث كان من الافضل استبداله بالحارس الدولي محمد كاصد الذي يمتلك القدرة على رد ركلات الجزاء ، فضلا عن تأثيره المعنوي على لاعبي الفريق المنافس .تلك الاخطاء التكتيكية لمدرب أربيل سهلت من مهمة النوارس للفوز بدرع الدوري ، ووفق المعطيات فان واقعية راضي شنيشل انتصرت على فرضيات ايوب اوديشو.rn* مهر حارس مرمى فريق الزوراء الشاب عمار علي شهادة ميلاده في المباراة النهائية التي جمعت فريقه امام فريق أربيل لما قدمه من المستويات الفنية المميزة ورد الفعل السريع عند مواجهة المهاجمين والثقة العالية بقدراته الفنية ، والرغبة في تحقيق الفوز وعدم الخوف من خوض المباراة ، والتعامل باحترافية مع جمهور يربو على 45 الف متفرج ،حيث استطاع عمار إبعاد العديد من الكرات الخطرة عن مرماه ببسالة، وقيادة زملائه من الخلف بطريقة تنم عن ذكاء ميداني رائع .عمار موهبة قادمة وطاقة واعدة تسير بطريق النجاح الذي يتطلب عدم الغرور والاستمرار بالتمارين اليومية والاستماع الى ارشادات المدربين ونصائحهم ، مع ضرورة دعوته الى المنتخب الاولمبي لزيادة خبرته الميدانية وزيادة المنافسة مع حراس المنتخب لاختيار الافضل منهم للدفاع عن عرين المنتخب الاولمبي في مشواره المقبل ، ويعود الفضل في تألق عمار علي الباهر في منافسات دوري النخبة الى مراهنة مدرب حراس المرمى المثابر عامر زايد على امكانياته الفنية والبدنية وقد نجح في رهانه وقدم لكرتنا حارس  مرمى مبدعاً سيكون له شأن كبير في مسيرة منتخباتنا الوطنية مستقبلا.rn* باسلوب المدافعين الكبار احبط اللاعب فارس سعدون خطورة مهاجمي فريق أربيل الدوليين لبراعته في تأمين العمق الدفاعي ومهارته العالية بقطع الكرات المغلفة بحدس المدافعين الرائعين الذين يستلون لإخماد الهجمات بذكاء ميداني وشجاعة متناهية من دون ارتكاب الاخطاء قرب منطقة الجزاء ثم القيام بالهجوم المضاد من خلال تمرير الكرات الى لاعبي محور العمليات وتقديم المساندة الهجومية من الخلف ، وفارس يمتلك مواصفات المدافع العصري لامتلاكه البناء الجسماني الجيد والسرعة في الانتقال من الدفاع الى الهجوم وارتفاع الجانب المهاري لديه  ، وهذه المؤهلات الفطرية اسهم المدرب الماهر راضي شنيشل بتطويرها وصياغتها بالطريقة المثلى ما ادى الى تكامل النضج التكتيكي للاعب للاستفادة من توجيهات مدربه ، والمدافع فارس سعدون قدم مباراة العمر امام فريق أربيل في المباراة النهائية التي أكد فيها ان كرتنا ولودة وقاعدتها خصبة بالعديد من المواهب الشابة التي تنتظر فرصتها على أحرّ من الجمر لاسيما اذ تلقفتها ايادي مدرب بارع يمتلك الثقافة الكروية والرؤية الفنية الصائبة ، ويعد سعدون من علامات الدوري الفارقة ، ودحض من خلال ما قدمه من مستويات فنية رائعة مع مجموعة أخرى من اللاعبين الموهوبين على ان فرق النخبة مليئة بالمواهب الكروية التي يمكن ان ترفد منتخباتنا الوطنية لمختلف الفئات العمرية باللاعبين المميزين الذين يمكنهم إدامة انتصارات كرتنا في المحافل الدولية.