اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قناديل :كيف نحيا في مجتمع متعدد الثقافات؟المختلف وتدمير ثقافته وكتبه

قناديل :كيف نحيا في مجتمع متعدد الثقافات؟المختلف وتدمير ثقافته وكتبه

نشر في: 20 أغسطس, 2011: 05:58 م

 لطفية الدليمي 2 في كتابه المهم (التاريخ العالمي لتدمير الكتب) يقول  فرناندو بياز  (إن ثمة خطأ فادحا  نرتكبه جميعا عندما  نحصر تدمير الكتب  بالجماعات الجاهلة  المنفلتة  في الحروب والثورات والأحداث التراجيدية)، فبعد اثنتي عشرة سنة من البحث والتقصي والدراسة خلُص بياز   إلى أن أكثر الأمم  والأفراد ثقافة وتعلما  هم  الأشد شراسة وعنفا مع الكتب والثقافة المختلفة  حتى لتبدو الجماعات  الجاهلة  غاية في البراءة  مقارنة بهم..
يقول في مقطع عن  ثقافة التدمير  : (ثمة وفرة من الأمثلة  عن فلاسفة وعلماء لغة  ومثقفين  بارزين  برروا تدمير المكتبات لأغراض تتعلق بمواقف فكرية ودينية وسياسية)  فما هو اختلافهم عن  الجماعات الجاهلة  التي تحرق لأنها لا تفهم؟؟.ففي مصر القديمة  جمع الفرعون اخناتون المؤمن بالتوحيد  جميع الكتب الدينية  التي سبقته ليفرض ماكتبه عن عبادة الإله اتون. ويحدث هذا في عصرنا ،  وفي القرن الخامس قبل الميلاد قاضى الاثينيون الديموقراطيون المتصوف بروتوغوراس بتهمة الالحاد وأحرقوا كتابه (عن الآلهة)  في محرقة عامة ، و حسب رواية ديوجينس ليريتوس كاتب سيرة افلاطون، افلاطون  الذي أوصى بإقصاء الشعراء  من جمهوريته الفاضلة، (أن افلاطون  حاول  إحراق كتب ديموقريطوس  ثم قام بحرق قصائده هو عندما إلتقى سقراط ، ولم يتردد شخص متسامح  مثل (ديفد هيوم) الفيلسوف البريطاني ان يطالب  بمنع وحظر جميع كتب الميتافيزيقا, وفي سنة 1910 نشر المستقبليون  بيانا  دعوا فيه إلى تدمير جميع المكتبات وفنون الماضي وتراث الامس.وفي 1967 احرق الشعراء الكولومبيون من  جماعة ناديستا  رواية ماريا  لجورج ايزاك  واعلنوا  ضرورة  تدمير  الماضي الأدبي للامة  , كيف لشعراء ان يفعلوا ذلك؟ كيف لمثقفين  ان يصدروا حكم الاعدام على (رأي)  في كتاب وهم يعلمون ان الثقافة تراكمية ولاتنوجد من فراغ؟، جوزيف غوبلز نعرفه جميعا كارها خطيرا للثقافة والكتب وهو  الذي  نظم في 1933المحرقة النازية الكبرى للكتب في ساحات برلين ، وفي 1939 قام مسؤولو مكتبة سانت لويس العامة في  الولايات المتحدة بمنع كتاب (عناقيد الغضب) لجون شتاينبك   واحرقوا نسخه علانية  امام الجماهير (....) وحتى لحظتنا هذه  لايزال  التدمير المتعمد للكتب  يطغى على جميع الاحداث الخسيسة في عالمنا وسواء كان الكتاب المدمر الواحا  سومرية او مخطوطات اسلامية  او كتبا ماركسية أو كان كتبا عبرية  او كونفوشيوسية، فان  المشكلة  في الموقف  العلني لهؤلاء الذين يدمرون الكتب لانها تخالف ثقافتهم -ونعثر على مثالهم  في جميع   الثقافات القديمة والمعاصرة  .حيث يقسم معظم  البشر عالمنا إلى (نحن) و(هم)، و من الطبيعي  ان نكون (نحن)  الأفضل  والأجدر بالحياة  فنحن من يستحق البقاء وسوانا لهم الجحيم!، وبتطبيق هذا المعيار في الغاء الآخر، تمارس الرقابة والشوفينية والعنصرية والطائفية الإنكار الدائم لحقوق وثقافات الآخرين  . عندما مات  انتوني كومستوك  سنة 1915 انزاح  كابوس الرعب عن الكتّاب  وأصحاب المكتبات وعشاق الكتب في أمريكا،فقد عرف  كومستوك بكونه الرقيب المروع  الذي أقام محارق لأطنان من الكتب على امتداد الولايات المتحدة  حين حكم على الكتب والمطبوعات  بالحرق من وجهة نظر محضة أخلاقية دينية  ،وكان  لتشدده وعدم اعترافه بأي فكر مختلف عما يؤمن به مسوغه الوحيد  للتدمير، وكان يملك  يقينا  راسخا  مفاده أن الشيطان  يسيطر على عقول  الأدباء والكتاب وأن رسالته الدينية في الأرض  تنحصر في  القضاء على هذا الرجس ، ولم يثنه شيء عن شن حربه الصليبية  الأخلاقية على الكتب والكتّاب حتى نهاية عمره.لطالما احتقر كومستوك كتابات جورج  برنارد شو الكاتب الاشتراكي البريطاني  وكرهه  أكثر عندما صاغ  شو  مفردة  (الكومستوكية) وشاعت  في العالم الغربي  كتعبير عن فظاعة الرقابة المفرطة التي سعى كومستوك لفرضها على  المطبوعات  بعمله على استصدار قانون أقره الكونغرس سنة 1872 يفرض ارسال نسخة الى البريد من كل كتاب يصدر لمراقبته من وجهة نظر أخلاقية و تقرر إدارة البريد حسب تعليمات كومستوك  حظر الكتاب او السماح بتداوله  ، وكان معروفا عن كومستوك  تفاخره  بعدد الأدباء الذين دفعهم  للانتحار حتى قيل أن عددهم  تجاوز الاثني عشر كاتبا  منتحرا، وظل  قانون كومستوك ساريا لعقود طويلة واستفادت منه  ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram