اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما يا عراق:"زنكَة" القذافي

سلاما يا عراق:"زنكَة" القذافي

نشر في: 23 أغسطس, 2011: 08:34 م

 هاشم العقابي قرأت مرة لكاتب عراقي مقالا اعترض فيه على استخدام عبارة "زنكة .. زنكة" القذافية وسيلة للتندر أو السخرية. كان سبب اعتراضه هو لأنها تحمل معنى الحي الصغير أو الشارع الضيق وهذا ما لا يثير الضحك، حسب رأيه. ومع اعتزازي بالكاتب وما كتب، أشير إلى انه اخطأ في تحديد المضحكات وأسبابها. فعلماء النفس حين حددوا الدوافع الموجبة للضحك لم يضعوا عدم فهم معنى العبارات من بين تلك الدوافع.
أهم ما ذكروه، هو أننا نضحك لو شاهدنا طفلا صغيرا يقلد الكبار بعباراتهم أو حركاتهم. كذلك نضحك لو شاهدنا حيوانا، كالكلب مثلا، يقلد الإنسان في بعض من تصرفاته. ثم أن العرب أضافوا سببا آخر وهو المثل الشهير القائل "إن شر البلية ما يضحك".وبعيدا عن القواميس وأقوال العرب، فاني اعتقد أن السبب الذي دفع العراقيين للضحك يختلف عن أبناء قومهم الآخرين. فكلمة "زنكة" عند العراقي تعني "خنكة". فحين يصيحون على شخص ما: "كافي ولك مو زنكته زنك"، فأنهم يعنون انك خنقته خنقا. ورجل "مزنوكـَ بالدين"، تعني مخنوق بكثرة الديون ولا يمتلك القدرة على تسديدها. وإذا أوعدك عراقي بأنه سيأتي يوم "ويزنكَـ فلان" يعني انه سيظل يتربص به حتى يمسكه بيده. وإذا أتاك احدهم وقال لك "زنكَته من ياخته"، فهو  يعني أن ضيقت الخناق عليه وكدت اقطع أنفاسه.كنت في اليوم الذي خطب فيه القذافي، مناديا أتباعه أن يلاحقوا المنتفضين "شبر .. شبر" و "بيت.. بيت" و "زنكَة .. زنكَة"، جالسا مع بعض الأصدقاء.  وما أن وصل القذافي إلى كلمة "زنكَة" حتى صاح به احدنا، وبالنص: "وعلي ابن أبي طالب راح يزنكَونك زنكَـ، وهسه تشوفون".  ضحكنا في وقتها. لا لأن صورة الشوارع أو الأحياء قد مرت بمخيلتنا، بل لأننا تصورنا القذافي بطاقيته والشال المتدلي على كتفيه محاطا بجمع من الليبيين وقد التفت أصابع أيديهم حول رقبته.كان ذلك قبل ستة أشهر تقريبا. وها هو ما توقعه صاحبنا قد حدث اليوم. فالثوار أو الجرذان كما سماهم القذافي، قد حرروا ليبيا شبرا شبرا. وصاروا يلاحقونه من بيت إلى بيت حتى أحاطوا به في باب العزيزية. لم تبق إلا لحظة أن "يزنكَوه" من رقبته وتتم الفرحة. إني على ثقة بأنه لو كان بين الزاحفين نحو القذافي مجموعة من العراقيين لهوسوا عند باب العزيزية: هاي الرادها وهاي التمناها".أتمنى على زميلنا الذي احتج على سخرية الناس من عبارة القذافي، أن يستثني العراقيين من احتجاجه. فهم أكثر الناس معرفة ببلية  "الزنكَة" و "الزنكَات". فبعد ان خلصوا من "زنكَة" صدام بالشافعات، جاءتهم "زنكَات" الإرهاب والطائفية والكهرباء والبطالة والفساد والمحاصصة.وبرغم أن "الزنكَة" يرتبط معناها بالضيق، لان "المزنوكَـ" مهموم محزون، لكنها عندما تصل أي طاغية فأنها تثير الفرح وتدعو للضحك والسخرية. لأنها في هذه الحال تجيز لنا القول: "رب زنكَة نافعة أو مفرحة.أتمنى على الله أن يشدد "زنكَة" القذافي حتى نراه ذليلا مكسورا مثلما كسر شعبه وأذله. وان يتكرم  علينا نحن، العراقيين، ليخلصنا ممن "زنكَنا" على مدى ثماني أعوام عجاف لم نذق بها طعما للراحة أو الأمان، وان يجعل يده بيد القذافي. آمين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram