اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :المواطنة والتغيير

كردستانيات :المواطنة والتغيير

نشر في: 23 أغسطس, 2011: 08:59 م

وديع غزوان مرة اخرى تتصدر جهود الرئيس جلال طالباني لحل ازمة الخلاف بين العراقية ودولة القانون ، عناوين الاخبار خاصة ما يتعلق بتسمية كل قائمة مرشحيها إلى وزارات الدفاع والداخلية  . الاخبار تتوقع ان يعقد اجتماع خلال اليومين القادمين في بيت طالباني بعد ان عاد من إقليم كردستان ، غير اننا لانتوقع ان يتم حسم الموضوع بشكله النهائي ، ومن المرجح أن يستغرق وقتاً ليس بالقصير وراء عيد الفطر المبارك. ومع التقدير العالي  لجهود رئيس الجمهورية في هذا المجال،
 غير ان ما نعتقده ان شخصية سياسية  مجربة كطالباني لايفوتها ان الموضوع أعمق وأوسع وأشمل من العراقية ودولة القانون واكثر بعداً من مجلس سياسات لدورة انتخابية واحدة او من شغل وزارات امنية او توازن في توزيع المناصب.. فالموضوع يتعلق بأزمة كانت بوادرها تلوح في الافق منذ بدعة بريمر سيئة الصيت في تأسيس مجلس الحكم على اساس المحاصصة وموافقة الكتل  والاحزاب على  هذا المبدأ الذي ظل ملازماً للعملية السياسية وعرقل بناء دولة حديثة تعتمد المواطنة كأساس في توزيع المواقع والوظائف . ومن المؤسف ان الكثير من المفاهيم قد شوهت في مجرى تمسك النخب السياسية بالمحاصصة، فتحول التوازن الى مطالبة بنسبة معينة في هذا المكان او ذاك . ونظرة الى ما يجري في مؤسسات الدولة تعطينا اكثر من نموذج على ما عملته المحاصصة فيها ، حتى انقسمت دوائر كل وزارة بحسب وزيرها والوكلاء والمديرين العامين الذين رشحوا على وفق هذا الاسلوب المقيت ، الى صورة مصغرة للتشويه المتعمد  الذي لحق بالمجتمع العراقي . واذا كانت الادارة الاميركية  بناءعلى ما متوفر لديها من معلومات  من بريمر وسواه  قد اختارت  خطأ المحاصصة كخيار ، فان ما كان يفترض ان تقوم به الكتل السياسية  الدينية منها والعلمانية ان تعالج لاحقاً هذه الثغرة ، بدلاً من السعي لتكريسها، وان تفرق بين المحاصصة  التي سلمت  عناصر غيركفوءة مواقع مهمة وبين التوازن بمفهومه الصحيح والواقعي الذي من خلاله يمكن ان تقترح الكتل مرشحيها للوزارت وغيرها من المواقع وتتيح للمواطن فرص  التنافس الشريف والعادل مع غيره على وظائف الدولة الاخرى.  الخلافات بين الكتل كبيرة ولكنها تتركز جميعاً على مفهوم المحاصصة وكم لي وكم لك، والتمسك بمثل هكذا  موضوع لايبني بلدا ولا يشبع جائعا، كما ان اختزال كل مشاكل العراق بالعراقية ودولة القانون  خطأ جسيم آخر ومتعمد على الجميع ،كتلاً وشخصيات التنبيه اليه. ما نتمناه ان تسفر جهود طالباني خيراًـ ولكن ما نرجوه  ان تكون هناك فرصة  للقاء  أشمل وأوسع تلتقي فيه الكتل جميعاً لتضع اسس  برامج عمل لعراق جديد تكون فيه المواطنة هي الاساس ، والايمان  التام بأنها ( أي المواطنة ) مرتكز للانطلاق نحو اي عملية إصلاح أو تغيير حقيقي ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram