وفاة مؤرخ الموصل سليمان الصائغفي مثل هذا اليوم من عام 1961 توفي القس سليمان الصائغ ، احد أعلام اليقظة الفكرية في العراق الحديث ، وأحد رواد المسرح في أواخر القرن التاسع عشر ، فضلا عن مساهمته الفائقة في كتابة تاريخ الموصل ، وإصداره مجلة ، كان لها الدور المهم في تاريخ الصحافة العراقية.
ولد سليمان الصائغ في مدينة الموصل عام 1886 ، وتلقى العلوم الدينية واللاهوتية في معاهدها المسيحية التي كانت تعج بها تلك المدينة العريقة ، فحصل على درجة الكهنوت عام 1908، ثم تدرج في السلك الديني حتى أصبح مطراناً في السنوات اللاحقة ، اشتهر بكتابه الكبير عن تاريخ الموصل الذي صدر بثلاثة أجزاء : الأول عن التاريخ القديم، والثاني عن العهود الإسلامية المتقدمة، والثالث عن العهود الحديثة ، ويظهر في الكتاب الرائد الذي صدر الجزء الأول منه عام 1923،المنهج التأصيلي بإعادة الأشياء إلى أصول قديمة ، وذلك لمعرفته الواسعة بالتاريخ الشرقي القديم . وفي بداية الثلاثينيات اصدر الصائغ مجلة باسم (النجم) استمرت سنوات طويلة ، وهي من المجلات المهمة لعنايتها بالتاريخ والأدب القديمين والعلوم الدينية  ، غير أن مؤرخي الحركة الفنية في العراق يعدّون سليمان الصائغ احد ابرز رواد الفن المسرحي ، وكانت المسرحيات الدينية تقدم في المعاهد الدينية المسيحية منذ وقت مبكر ، وذكر أن أول نص مسرحي عراقي منشور ظهر في الموصل وكاتبه فتح الله سحار . اصدر الصائغ مسرحية الأمير الحمداني عام 1928 ومسرحية الزباء عام 1933 وله قصة (يزداندخت ، الأمير الاربلية) في جزأين . كما اصدر العديد من الكتب الدينية والطقسية وله عشرات المقالات في مجلته النجم وهي جديرة بالبحث والجمع .إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد