في مثل هذا اليوم من عام 1965 تولى عبد الرحمن البزّاز رئاسة الوزراء ، وهو أول شخصية مدنية تتولى هذا المنصب في العهد الجمهوري . والبزاز شخصية سياسية معتدلة وتحظى باحترام الكثيرين ،وقد تولى مناصب قضائية مرموقة وعمادة كلية الحقوق لسنوات عديدة ، وأصبح سفيراً للعراق عام 1963 ثم وزيرا للخارجية قبل أن يستدعى ليتولى رئاسة الوزراء بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها رئيس الوزراء (!) عارف عبد الرزاق ، عندما كان رئيس الجمهورية عبد السلام عارف خارج العراق .
وذكر عدد من الكتاب أن توجيه منصب رئاسة الوزراء للبزاز كان محاولة من عبد السلام عارف للتخلص من الكتلة العسكرية التي تحيط به ، وإحلال شخصيات مدنية مقبولة والبدء بسياسة جديدة للبلاد . وقد باتت الوزارة البزازية بإعلانها سياسة اقتصادية جديدة ، تقوم على أفكار اشتراكية معتدلة والتقليل من السير وراء السياسة المصرية . وإنهاء الإجراءات الاحترازية والاستثنائية التي رافقت الدولة من سنوات ، غير أن مصرع رئيس الجمهورية في حادث سقوط طائرته (13نيسان 1966) دارت حوله الشبهات خلط الأوراق ، وعندما أجريت عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد ، تنازل البزاز عن صوته الذي يتغلب به على عبد الرحمن عارف شقيق الرئيس السابق ، وأسندت رئاسة الوزراء ثانية للبزاز ، غير أن وزارته ما لبثت أن قدمت استقالتها في 6 آب من السنة نفسها ، بضغط من الكتلة العسكرية التي كانت متحكمة بالأوضاع . وكلف ناجي طالب بتشكيل الوزارة الجديدة . وقد شهدت وزارة البزاز الثانية محاولة انقلابية فاشلة والاتفاق مع القيادة الكردية لتطبيع الأوضاع في شمال البلاد (بيان 29 حزيران 1966) .إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: أول وزارة مدنية في العهد الجمهوري
نشر في: 20 سبتمبر, 2011: 08:37 م