حارسات أنيقات، وممرضات شقراوات، وخيم بدوية وجمال، وملابس مزركشة، وأفكار غريبة، جميعها مفردات رسمت شكلاً مميزاً، وطابعاً خاصاً للعقيد القذافي، خلال العقدين الأخيرين حرص على تكريسه خلال لقاءاته ورحلاته الدولية، غير عابئ بنظرات الاستغراب، أو عبارات الاستهجان التي كانت تلاحقه دوماً أينما حل .
ولعبت “النساء” دوراً كبيراً في حياة القذافي، وكانت طرفاً فاعلاً في تنفيذ معادلة “الشخصية الأسطورية” التي حرص على رسمها لنفسه، والترويج لها تحت مسميات عدة مثل “الأخ القائد”، و”ملك ملوك إفريقيا”، وتنوعت أدوارهن بدءاً من الاعتماد عليهن في توفير الحماية الشخصية له، مروراً بمتابعة حالته الصحية، وانتهاء بتقديم المشورة الاقتصادية، وكن “القشة الأخيرة” التي حاول التشبث بها بعد سقوط طرابلس في أيدي الثوار، عندما دعاهن للدفاع عنه وحمل الأسلحة للقتال .كانت “الدائرة النسوية” التي تحيط بالقذافي دوماً مثاراً لحكايات، وقصص وصلت إلى أساطير تناقلتها وسائل الإعلام الغربية، وبخاصة بعد تسريبات “ويكيليكس” التي تحدثت عن هدايا وعطايا بالملايين للحارسات ضماناً لولائهن، وممرضة أوكرانية وصفتها إحدى البرقيات الدبلوماسية الأمريكية بالشقراء الفاتنة، التي لا يستطيع السفر من دونها، مدللة على ذلك بإرساله طائرته الخاصة لإحضارها من طرابلس إلى البرتغال، لتلحق به في رحلته إلى نيويورك، لأنها الوحيدة التي تعرف “روتينه اليومي”، وغيرهن العشرات التي ستكشف الأيام المقبلة تجاربهن مع شخص كان هو “كل ليبيا” بالأمس القريب، وأصبح الآن “أثراً بعد عين” .تبدأ دائرة النساء حول القذافي بزوجتيه، الأولى فتحية خالد نوري وكانت مدرسة بالمرحلة الابتدائية، وليس لها أي تأثير يذكر على حياته، لأنه طلقها بعد الزواج بستة أشهر فقط، وهي أم ابنه البكر محمد.حتى زوجته الثانية الممرضة صفية بركاش التي تزوجها بعد نجاح ثورته ،1969 وأنجب منها بقية أبنائه السبعة، لم يعرف عنها الشيء الكثير، لأنها فضلت البقاء خارج دائرة الضوء لعقود طويلة، وقنعت بأداء دور الزوجة والأم فقط، ولم تكن لها أية “أفكار”، أو “أطروحات” تخص البلاد والعباد، على عكس من نظيرتيها ليلى الطرابلسي وسوزان مبارك، لكن هذا لم يمنعها من الحصول على ثروة طائلة تجاوزت 30 مليار دولار بحسب تسريبات “ويكيليكس”، التي قدرت ثروة عائلة القذافي، بأكثر من 131 مليار دولار، وهي ثروة تقارب ستة أضعاف ميزانية ليبيا لهذا العام، وموزعة في أسهم بعدد من الشركات الإيطالية الكبرى، بسبب العلاقة الوطيدة التي تربطه مع سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء، وتضم حصصاً في شركة نفط “تام أويل”، وشركات تأمين واتصالات وعلامات تجارية رياضية شهيرة .فإن الدائرة الثانية كانت من الممرضات اللاتي تمتعن من بين عموم النساء بمكانة خاصة لديه، وبخاصة الأوكرانيات الشقراوات اللاتي لم يزد عددهن عن الأربع، ودخلن دائرة الضوء الإعلامي بعد تحدث وثائق “ويكيليكس” عنهن، وبخاصة الممرضة “جالينا كولوتنيسكا” التي وصفت “بالشقراء الفاتنة” ولازمته لعقد كامل، وكانت على معرفة تامة بروتينه اليومي، ولم يكن يستطيع الاستغناء عنها، واضطرت إلى الرحيل من طرابلس فبراير/ شباط الماضي بعد اندلاع الثورة الليبية .وتحدثت الممرضة أوسكانا بالنيسكايا، أحد أفراد الطاقم الطبي الأخير الذي كان يرافقه، إلى شبكة CNN، عن حياة العقيد نافية كل الشائعات التي ترددت عن إقامته علاقة خاصة معهن، مؤكدة أنه لم يكن ليسمح لأي منهن بلقائه منفرداً، لأنه دائماً محاط بزوجته، وأبنائه، وأحفاده، ومساعديه، وأن مهامهن كانت محصورة في الحصول على قياسات منتظمة لضغط الدم، ونبضات القلب، وإعطائه إبر فيتامينات بشكل يومي، مشيرة إلى أن حالته الصحية “جيدة للغاية” ولا يعاني من أية أمراض . الدائرة الثالثة التي أثارت جدلاً كبيراً حولها هن حارساته الشخصيات اللاتي كن دوماً طريقته للظهور مختلفاً بالمحافل الدولية، وأطلق عليهن “الأمازونيات”، وجاء اختياره لهن متناقضاً مع تصوراته المعلنة عن المرأة، وتأكيداته المتكررة في كتابه الأخضر بأن مكان النساء هو البيوت لأن تكليفهن بوظائف الرجال يفقدهن أنوثتهن، وجمالهن، إلا أن بعض التفسيرات قالت إنه اعتمد عليهن لأن النساء “أقل غدراً” من الرجال . وتفسير آخر قال، إن الرجال العرب لا يمكنهم قتل النساء، لذا اعتقد أنه في أمان أكثر كلما أحاط نفسه بهن، لكن لا أحد يعرف على وجه الدقة السر وراء اعتماده عليهن من دون الرجال، وإن كانت بعض الإشارات أكدت أن ثقته بهن في الأعوام الأخيرة لم تكن على نفس الشاكلة في بداية الأمر، والدليل على ذلك تجريدهن من الخناجر والمسدسات أثناء وجودهن خلفه. واختلفت التقديرات في عدد وحدة الحرس النسائي الخاص للقذافي، إلا إن أكثر التقديرا
نساء فـي حياة القذافـي
نشر في: 21 سبتمبر, 2011: 07:15 م