TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > عازبات يحاربنَ تأخّر زواجهنَّ بطقوس شعبية

عازبات يحاربنَ تأخّر زواجهنَّ بطقوس شعبية

نشر في: 23 سبتمبر, 2011: 08:05 م

 بغداد/ ميادة داود أكثر ما يقلق العوائل التقليدية أن تبقى نساؤها آنسات أو "عانسات". فحظوظ الزواج تتناقص مع اقتراب المرأة من عمر الثلاثين، لتلجأ العازبات بعدها إلى طقوسيات شعبية أو "ربانيّة"، من شأنها أن تطرد الجنّ والأشباح الأخرى التي تقف حائلاً دون قدوم العريس المنتظر. سارت نضال بمعدة خاوية وقدمين حافيتين، متجهة إلى مرقد الإمام موسى الكاظم، طلباً لحل مشكلتها التي بدت بلا أمل، بعد تجاوزها سن الثلاثين بخمس سنوات دون أن تدق "القسمة والنصيب" على بابها.
نضال واحدة من مئات الفتيات اللواتي يتوجهن إلى مرقد الإمام الكاظم سابع الأئمة عند الشيعة الاثني عشرية، أملاً بتحقيق حلمهن بالزواج بعد سبع زيارات، لما تعارف عليه عند النساء بـزيارة "السبع سبوتة".تتلخص الطريقة التي تطبقها العراقيات منذ عشرات السنين دون معرفة المرجع التاريخي أو الديني لها، بـالتوجه إلى مرقد الإمام في وقت مبكر، كما تقول نضال، ويفضل أن تكون الفتاة "حافية وجائعة، لأداء مراسيم الزيارة"، التي تستمر لسبعة أيام سبت متتالية لا يشترط أن تكون حافيا إلا في الحالات الحرجة. وعلى الفتاة في الزيارة السابعة والأخيرة، أن "تقدم نذرا يناسب إمكاناتها، كالصيام أو توزيع الطعام على الفقراء". ويختلف عمر العزوبية أو "العنوسة" كما تسميها نضال من منطقة إلى أخرى في العراق، فتتزوج الفتيات بعمر 14 و16 في المناطق الريفية أو المحافظة دينياً، فيما تتزوج أخريات في منتصف العشرين من عمرهن في الأوساط المدينية والمتعلمة. لكن العوائل "تبدأ بالقلق ما أن تتخطى المرأة عمر الخامسة والعشرين دون أن تحظى بزوج".وتتعدد الأساليب والطرق التي تتبعها العازبات، وتتفنن فيها أمهاتهن طلبا للزواج. ومع بلوغ عدد النساء بالمجتمع العراقي لـ ـ60% بموجب إحصاءات تقديرية غير رسمية، تصبح المنافسة حادة، والنذور بدأت ترتفع. بعض تلك النذور، كما تقول الخطّابة ومسهّلة أمور "القسمة والنصيب" أم سجاد، لا تضطر فيها الفتاة للخروج من البيت، مثل قراءة سورة ياسين أكثر من مرة لأربعين صلاة فجر متتالية، أو قراءة سور قرآنية على 12 تمرة لكل عام من عمر الفتاة وتوزيعها على الفقراء، وهو أمر علقت عليه إحدى الفتيات المتجمعات عندها بالقول إنها ستزرع في بيتها نخلة. طرق أخرى "تتطلب نوعاً من السحر" وهو ما ترفضه أم سجاد، لأنها تفضل "الطرق الربانية". أم سجاد الخطّابة تعودت أن تعطي لفتيات منطقتها الشعبية البسيطة، مدينة الصدر، تعليمات للقضاء على معرقلات النصيب إن وجدت، والتي تتركز بحالات ثلاث وهي "العقدة" التي تعتبر الأسهل من "الجبسة" و"التابعة". وتشرح أم سجاد أن "العقدة هي عمل غير متعمد يقوم به أحد أنواع الجن، والتابعة نوع من الجن يتبع المرأة بشكل متعمد فيمنع زواجها وإن تزوجت يمنع إنجابها، أما الجبسة، فهي أن يتم عمل سحر للشخص من قبل شخص آخر يريد له السوء لمنعه من الزواج". وفيما تؤكد أم سجاد  أن "السبع سبوتة" مجربة وحاسمة للعزوبية، تقول إحدى الحاضرات في مجلسها إنها جربتها 65 مرة دون فائدة، لتعلق الأولى بالتذمر من قلة إيمان العازبة، التي بدورها اكتفت بهز يدها دون أن تعلق. واعتبرت اغلب النساء اللواتي التقتهن نقاش أن "عرس القاسم"، وهو مناسبة لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة، "الحل الحاسم للقضاء على العزوبية". فقبل أقل من عام كانت الأختان سبأ ونبأ في طابور الآنسات، وما أن بدأ قلب والدتهن بالخفقان خوفا على مستقبل بناتها، حتى سارعت باستشارة القريبات لينصحنها باللجوء إلى المناسبة القريبة للحصول على نذر القاسم. والقاسم هو ابن الحسن ثاني الأئمة المعصومين عند الشيعة الاثني عشرية، والذي تتحدث الروايات عن عقد قرانه على ابنة عمه الحسين في اليوم التاسع من محرم، قبل مأساة كربلاء التي قتل فيها الحسين حفيد رسول المسلمين (ص) بيوم واحد. طقوس ذلك اليوم تبدأ عصرا عندما تدور القارئة أو "الملاية" في البيوت، ويتم تحديد الفتيات الراغبات بالزواج أو المتأخرات عنه، كما تقول القارئة أم حسن. في ذلك اليوم يتم تحضير صينية توضع فيها الشموع والبخور وقطع الحلوى والحناء، ثم توضع( طرحة) بيضاء على رأس الفتاة، وتبدأ القراءة بما تقتضيه المناسبة من فرح يليه حزن وبكاء، ثم يتم ختم اليوم بالقراءة والأدعية بوضع اليد على رأس الفتاة المستهدفة، ثم وضع الحناء في يدها. وتعتقد الأختان سبأ ونبأ أنهما تزوجتا قبل أشهر معدودة، بسبب لجوئهما إلى أم حسن التي قرأت عليهما في عرس القاسم. أم عبير، التي تسكن منطقة المشتل الشعبية وسط بغداد، أخذت بتوجيهات إحدى صديقاتها التي زوجت ابنتها بعد طقوس مرقد عبد القادر الجيلاني، وقررت أن توقف زحف شبح العزوبية عن ابنتها ذات الـ25 عاما. تقول أم عبير أنها لم تكن تؤمن بالطقوس التي تساعد على تزويج الفتيات، لكنها اضطرت بعد مراقبتها كل صديقات ابنتها وهن يتزوجن ،فيما بقيت ابنتها تغرد خارج السرب. توجب الطقوس البدء بالتحضيرات في أي يوم خميس، وذلك بشراء قفل صغير وإغلاقه بطرف شال البنت، على أن يبيت تحت مخدتها تلك الليلة. في اليوم التالي وقبل صلاة الجمعة تتوجه البنت أو أمها، إلى مرقد الجيلاني، وتأخذ قطعا من الحلوى في يد، والقفل المغلق على الشال بال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

اقــــرأ: دولة اللادولة

دبلوماسية الاسترداد.. مهمة حكومية لاستعادة الآثار العراقية المنهوبة

الثلوج تنعش أسواق كردستان مؤقتاً وتحول جبالها إلى قبلة للسياح

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

«ساعة نهاية العالم» تقترب ثانية واحدة من «منتصف الليل»

مقالات ذات صلة

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

 عامر مؤيد بحضور رسمي تمثل، برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وخلال حفل موسيقي وتراثي فولكلوري في ساحة السراي وسط العاصمة بغداد تسلّم وزيرُ الثقافةِ والسياحةِ والآثار د.أحمد البدراني يرافقه محافظ بغداد عبد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram