نورا خالد / محمود النمر تصوير/ أدهم يوسفضمن نشاطات بيت المدى الأسبوعية في شارع المتنبي، أقيم احتفال تأبيني للراحل الكبير محمد غني حكمت، في بداية الحفل وقف الحضور دقيقة صمت على روح الفقيد، بعدها عرض فيلم عن الراحل من إنتاج مؤسسة المدى بعنوان (شاعر الطين والبرونز)
وأدار الحفل التأبيني التشكيلي جواد الزيدي الذي بدأ بالقول: قبل أكثر من ثلاثة أشهر احتفينا بشيخ النحاتين العرب هنا على هذه المنصة وأمامكم أيها السادة بمناسبة قدومه الى بغداد المدينة التي أحبها وحاول ان يقدم لها ما يمكن ان يقدمه منذ تلمذته ورفقته لجواد سليم صانع الخطاب الحر مروراً بحكايا شهرزاد وسكوتها عن الكلام المباح. الذي حوله حكمت الى قصيدة من حجر تشرف على شواطئ دجلة الخير.. لكن عاد قبل أسبوع ليتوسد تراب بغداد التي أحبها وعشق هواها ولم يبصر أمكنته الا من خلال دموع الأحبة التي رافقته الى مقبرة في كرخها المضيء.rnهشام المدفعي: ستبقى ذكراه مدى الدهروكان اول المتحدثين المعمار هشام المدفعي الذي كان يسرد الذكريات عن الفنان الراحل محمد غني حكمت قائلا: سيبقى مدى الدهر وتبقى ذكراه كما بقيت ذكرى الفنانين العظام عبر تاريخ الحضارة العراقية، عشنا مع الفنان محمد غني حكمت طيلة سنين طوال على مدى خمسة او ستة عقود من الزمان، لا يمكن ان نذكر الفنانين العراقيين والحركة الفنية في العراق، دون ذكره، احب ان اتطرق في الموضوع الذي سجلته وهو محطات فنية واذكر منه بعض الأحداث التي حدثت مع بعض الفنانين العراقيين ومدرسة النحت العراقي، وعشنا في بغداد وهي تتضمن أعمال ثلاثة فنانين كبار وهم ما اطلق عليهم الفنانين الأوائل وهم عبد القادر رسام ومحمد صالح زكي وسعاد سليم، وهم الذين تركوا تراثا، ومن الأعمال التي نتذكرها لهؤلاء اذكر محمد صالح زكي وهو عمي كيف كان يرسم على الجدار لوحات هذا الاندفاع الموجود عند هؤلاء الفنانين والذي يجعل الإنسان يحترم أعمالهم، فلم يكونوا يرسمون أو ينحتون لتخلد أسماؤهم بل كانوا يعملون حباً بالرسم او النحت.سالم الآلوسي: لم يتوقف عن الإبداع حتى آخر لحظة في حياتهبعدها تحدث المؤرخ سالم الآلوسي عن علاقته بالفنان الراحل اذ قال: حظيت بالتعرف عليه من خلال عملنا في معهد الفنون الجميلة قبل بعثته الى ايطاليا، وتوثقت هذه العلاقة بعد ان اقترنت بشقيقه النحات خالد الرحال (غاية الرحال) زميلة زوجتي في مراحل الدراسة واضاف الالوسي:- عرفنا عنه الابتسامة التي لا تفارق وجهه طيلة حياته وقد عكرتها سرقة المتحف والآثار عند غزو الامريكان للعراق وللمرة الأولى أراه متجهماً باكياً حزيناً ولم تتوقف عبقريته عن الابداع ولم تتوقف يده عن العمل والإتيان بكل ما هو جديد وبديع وفريد حتى آخر لحظة من حياته.rnعادل كامل: بين الملا عبود الكرخي ومحمد غني حكمت!مع وجود مسافات للاختلاف، بين منهج الشاعر الملا عبود الكرخي، والنحات محمد غني حكمت، وهي مسافات تخص أدوات العمل، والخطاب الفني، الا انهما يلتقيان في مبدأ تعريف لن يأتي الا بعد تكون الأثر، بل لأن الهوية, على صعيد الرؤية والاسلوب والنتائج، هي ما يتكون بالخبرة، والاستجابة لإدامة النص الإبداعي. ان أوجه المقارنة تبدأ في انهما كانا يمتلكان لا وعيا عميقا في الانتماء الى ارض- مكان، كما كان يقول باشلار. صاغت اقدم ما يدل على إنسانها، تمتع بالحكمة، او بشيء شبيه بها، ادى الى ظهور انظمة العمل، وفي مقدمتها ان حرية الإنسان لا تتقاطع مع الفناء، بل تسمح للحرية ان تمتد، عبر البناء، حتى اكتمال الدورة..! فالكرخي ومحمد غني حكمت، وريثان للفكر السومري، وللحضارات العراقية المتعاقبة.rnفاضل ثامر: نحات أنطق الحجروتحدث الناقد فاضل ثامر قائلا:-عندما شعرنا بتأسيس المجتمع العراقي للثقافة في عمان انتخبنا عضوا في الامانة العامة للمجمع وكان من الفنانين المبدعين الذي يحرضون على ادامة المشروع الثقافي، لهذا لم يكن هذا الفنان بعيدا عن هموم الثقافة وهو بالحقيقة من الفنانين العراقيين القلائل الذين يؤكدون على الوظيفة الاجتماعية للفن، ولو راجعنا الكثير من الاعمال المبكرة لمنحوتاته وكذلك منحوتات جواد سليم لوجدنا الربط الوظيفي بين الوظيفة الاجتماعية والجمالية، أي ان الفنان لا يشتغل داخل برج عال وهذا ما نجده عند بعض الفنانين الاوروبين وأضاف ثامر:- هناك اعمال له في منطقة الخليج كثيرة ومهمة، اضافة الى اعمالة الخشبية التي حرمنا منها في منطقة الخليج وهذا مؤشر مهم، ان اعماله ليست معزولة وصامته، لكن فيها قيمة سردية وحركية واسعة ونجح في أن ينطق الحجر.rnعلي الفواز: محمد غني حكمت سيرة فن النحت سيرة فن النحت في العراق تتجسد في محمد غني حكمت لانها سيرة اقترن فيها الفطري مع العلمي. الرغبة الشخصية مع الموضوعية التي يتطلبها فن تشخيصي وتعبيري.فقد اطلع حكمت على معطيات الحداثة درساً وتجريباً، وتحولت لديه الى فضاء ثقافي للفن الحديث بعد تأسيس جماعة بغداد للفن الحديث عام 1953 مع جواد سليم، شاكر حسن آل سعيد، نزيهة سليم وآخرين. اما خصوصية محمد غني حكمت تكمن بتأثراته المركبة فهو تأثر كثيراً بالفن العراقي القديم (السومري والاشوري بش
محمد غني حكمت الشاعر الذي استنطق الطين والخشب
نشر في: 23 سبتمبر, 2011: 09:22 م