بغداد / نورا خالد تربع على عرش الدراما العراقية، وبرع في رسم حيوات شخصياته فامتلك مفاتيح الشخصية المركبة في الدراما، يتسلل إلى الشخصية وكأنها جزء منه، عبد الوهاب الدايني التقيته في أروقة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ليرسم لنا المشهد السياسي العراقي من وجهة نظره: * كيف ترى سيناريو المشهد السياسي في العراق؟
- السيناريو للمشهد العراقي أو أي سيناريو لابد أن يتضمن صراعا وهذا الصراع يتأتى من وجود شخصيات،وقد يكون بعضها متضارباً في المصالح أو متفقا معها،لكن بالتأكيد ليس كل الشخصيات من نمط واحد وبهذا الشكل عندما تتضارب المصالح تتضارب الشخصيات ومن هذا الصراع ستتولد لدينا دراما حقيقية غير متخيلة بمعنى أصبحت دراما واقعية،وهذه بلغة كتاب المسرح والسينما... الخ، أردأ أنواع الدراما لأنها تخلو من نفس وخيال الكاتب المبدع. * إذن كيف ترى المشهد؟ المشهد السياسي كما أراه: - هناك شعب مضطهد على صعيد الحريات الشخصية والعامة، حيث لا يستطيع أن يعبر عن رأيه بحرية تامة كما ضمنها له الدستور رغم كل النواقص التي فيه لكنه أي(الشعب) قبل فيه. أرى كسيناريست انه هناك نقص حاد في الخدمات من ماء صالح للشرب ونقص في الطاقة الكهربائية والمستشفيات، إلى مدارس مهدمة وطلاب تركوا مدارسهم ليشتغلوا ان جاز التعبير مفتشين في الأزبال عن العلب. هذا الطرف الأول من صراع الشخوص. * ومن هم الأطراف الأخرى في الصراع؟- بالطرف المقابل من هذه الشخوص أي الشعب هناك يقف لصوص ملطخة أياديهم بحبر الدنانير المسروقة دون وازع وضمير. - هناك شخوص من هذا المشهد يقومون بعمل مظلة واقية تقيهم ليس من المطر أو حر الصيف فحسب، بل أيضا من المساءلة العادلة أمام القانون. وهناك شخوص الطرف الآخر من السيناريو وهم شخوص السلطة هؤلاء يتوزعون على قوائم وهذه القوائم بداخلها قوائم وهذه القوائم داخل القوائم كمزرعة البصل، كل واحد منهم يقول أنا رأس و(شحده اللي يحجي)،لقد أوجدت شخوصي وبدأت بفرشة عظيمة لا تحتاج إلى مقدمة. * وكيف ترى النهاية؟ لابد لكل سيناريو من نهاية حيث يقال في لغة القص لا تحكي قصة دون ان تعرف نهايتها وأنا أسأل وأريد أن اكتب نهاية.* وأي نوع من النهايات ستختار؟ - ترى أي نوع من النهايات سأختار؟ توفيقية؟ سعيدة؟ بمعنى نخرج بها أي من السيناريو لا يوجد خاسر ولا رابح وهذه أسوأ أنواع النهايات الدرامية، او اجعل من الشعب هو البطل الحقيقي لينتفض ويواجه بصدره المكشوف اذ لا يحمل بيده من دفاع سوى لافتات مكتوب على بعض منها (أما تشبعون؟)،(ألم تمتلئ جيوبكم بعد مما تسرقون؟). وهنا أيضا ستكون نهاية مبالغ فيها ولأنني سأتهم بالانحياز لطرف دون آخر، إذن مع العمل، هل ابقي السيناريو دون نهاية؟ فكرت في هذه الحالة أن اجعل لا نهاية سعيدة ولا شعب ينتفض لأنه اعزل.
عبد الوهاب الدايني: المشاهد مَن يضع النهايات المفترضة!!
نشر في: 24 سبتمبر, 2011: 09:49 م