بغداد/ نورا خالد صلاح القصب أحد أهم الأسماء المسرحية في العراق، خرّج العديد من الممثلين والممثلات والمخرجين، وأضاف للمشهد المسرحي العربي الكثير من الإضافات الإبداعية على صعيد الرؤية الإخراجية، التقيناه في أروقة المسرح الوطني وكان لنا معه هذا الحوار: * رأيك بالأوضاع السياسية الحالية؟
- هناك ارتباك وعدم وضوح في قراءة المشهد اليومي لأن المشهد اليومي هو نقطة الانطلاق للتكوين المستقبلي لذلك فانا انظر إلى الأفق بتفاؤل كبير. * لو قدر لك أن تقود البلد كيف ستقوده؟- تصحّر العالم وتصحّرت ثقافته وتحولت دور الأوبرا إلى ملجأ تتراكم بداخله الذكريات، أما الشعراء فقد غادروا المنطقة منذ أمد بعيد، لذلك فأني سأبحث عن مدينة الشعر والسينما والموسيقى والرياضيات مدينة شعارها الموسيقى والرياضيات والفيزياء إنها مدينة عشاق حضارات متقدمة. * لو كتبت وأخرجت مسرحية عن المرحلة الحالية في العراق، كيف سترسم نهايتها؟ - الجمال خطابها ومنطلقها الأساس، والإنسان تلك القوى التي سترسم، وتكون معادلات تردداتها الجمالية لمحيط أعمق، انه محيط المستقبل الآتي. * كيف ترى الواقع الثقافي اليوم؟ - الثقافة مستمرة ولا يمكن أن تغيب عن الأفق، هناك تصحّر وتوقف ليس فقط على مستوى العراق بقدر أن عجلة العالم قد توقف فيها الحركة الثقافية وتوقف المنجز لمشهد ثقافي متطور، لكن هذا لا يمنع تلك الطاقة الفيزيائية من الاستمرار والحركة، المشهد الثقافي يتطلع إلى قراءات جديدة ومن خلال قوة وترددات الموجة لدى الشباب. المنجز الثقافي العراقي الآن سيرسمه كل الشعراء وكل المبدعين الذين يحبون العراق ككرستال مضيء وسط فضاءات الثقافة العالمية والثقافة العراقية جزء من تلك الثقافات العالمية، ليس هناك انفصال أو أقاليم في الثقافة والفنون. الثقافة أفق وسماء تحيط كل العالم. * يعني ذلك أن لديك إيماناً بقدرة الشباب على قيادة مستقبل الثقافة العراقية؟- الإبداع لا يتعلق بمنظومة زمنية أو تحديد عمري، الثقافة لا يحددها العمر بقدر ما يحددها الإبداع، وربما تكون هناك طفرات لجينات متطورة، كتلك الطفرة الجينية عند رامبو عندما كتب الشعر وهو في عمر لا يتجاوز الرابعة عشر وتجول في كل بحيرات العالم وكوّن مدينة الشعر المتألقة، فهل هناك جينات شبابية تستطيع أن تمد حركة ثقافية لأزمنة متعددة؟
صلاح القصب: الثقافة لا يحددها العمر بقدر ما يحددها الإبداع
نشر في: 4 أكتوبر, 2011: 11:30 م