الحفيد زعيماً لحكومة كردستان لا ريبَ أن الشيخ محمود الحفيد واحد من اكبر الزعامات الكردية التي لعبت دورا مشهودا في تاريخ العراق الحديث فقد جمع السلطتين الدينية بصفته سليل أسرة كردية روحية عريقة في السليمانية ، والسياسية منذ أن تزعم حركة المجاهدين عام 1915 ، وبعد انقضاء الحرب عينته السلطة البريطانية المحتلة حاكما على السليمانية ،
غير انه شعر بأن البريطانيين غير مبالين بالحقوق القومية الكردية ، فأعلن ثورته في أيار 1919 وسيطر على المنطقة وشكل حكومة كردية هي الأولى في التاريخ الحديث ، إلا أن القوات البريطانية تمكنت من إنهاء حركته وإلقاء القبض عليه ونفيه إلى خارج العراق . وخشية من عودة النفوذ التركي وتفاقم الدعاية لاتاتورك ، قررت السلطة البريطانية إعادته إلى كردستان ، وسلمته زمام الأمور في السليمانية ، لكن روح الثورة لم تفارقه ، فأعلن قيام حكومة كردية مقرها السليمانية وأضفى على نفسه لقب ملك كردستان في مثل هذا اليوم من عام 1922 . غير أن الحكومة العراقية الناشئة استعانت بالقوات البريطانية لمواجهة الأمر ، واستعمل البريطانيون منتهى القسوة في إنهاء الحركة الكردية حتى استعانت بالطائرات الحربية لدك منطقة الثورة ، وتمكنت من دخول السليمانية وإخراج الحفيد إلى خارج العراق في تموز 1923 . ولم يعُد إلا عام 1927 باتفاق مع الحكومة العراقية على أن يبقى بعيدا عن موطنه . وانتهز اندلاع الاضطرابات في السليمانية عام 1930 ضد عقد المعاهدة العراقية البريطانية ، فعاد وأعلن قيام ثورته الثالثة . ثم سلم نفسه إلى السلطات في أيار 1931 فنفي إلى جنوبي العراق وركن إلى الهدوء حتى توفي ببغداد عام 1956، بعد تحول الحركة القومية الكردية إلى آفاق أخرى وقيادة جديدة .إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 9 أكتوبر, 2011: 10:00 م