استقالة وزارة السعيد الأولى عام 1930 كانت المهمة الأساس التي تألفت لأجلها وزارة نوري السعيد الأولى في 23 آذار 1930، هي عقد معاهدة جديدة بين العراق و بريطانيا تهيئ الأجواء لدخول العراق إلى عصبة الأمم . وكان رأي الملك فيصل ويشاطره فيه المندوب السامي البريطاني همفريز أن تتألف وزارة لإعداد طبخة المعاهدة ،
وكان يتوق لإعدادها لولا وجود عبد المحسن السعدون أقوى شخصية سياسية في العشرينيات لها بالمرصاد .فلما انتحر السعدون واستقال خلفه ناجي السويدي ، وجه الملك رئاسة الوزراء إلى نوري السعيد الذي رافقه منذ أيام الثورة العربية ضد الأتراك وأصبح مقرباً منه . سعى السعيد بكل قوة لعقد المعاهدة الجديدة ، وفي نهاية حزيران 1930 تم التوقيع عليها ونشرت في 30 منه ، وقد لقيت معارضة شديدة من الحركة الوطنية التي وجدت أنها لا تلبي أماني الشعب وسمتها بالجائرة ، على أن اشد الأحداث وقعت في السليمانية ، إذ وقعت معارك دموية في شوارعها لشعور الكرد أن المعاهدة لم تشر إلى حقوقهم القومية . وأجرت الوزارة السعيدية انتخابات نيابية ، وابرم المجلس النيابي الجديد المعاهدة بأكثرية أنصار السعيد من حزب العهد . وقد واجهت الوزارة العديد من المشاكل الجسيمة، أخطرها الإضراب العام في كل أنحاء العراق ضد قانون رسوم البلديات في تموز 1930 ، والحرج الذي وقعت فيه الحكومة بعد مواجهة المضربين بقسوة من قبل وزير الداخلية ، ولم يجد السعيد سبيلا سوى تقديم استقالته في مثل هذا اليوم من عام 1931 وعهد الملك فيصل له بتأليف وزارة ثانية.إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 19 أكتوبر, 2011: 07:10 م