افتتاح جسر الصرافية الى منتصف عام 1939 لم يكن ببغداد سوى جسر متهالك واحد يقوم على جنائب نهرية، ويعود الى ايام العثمانيين . وفي منتصف الثلاثينيات قررت الحكومة العراقية بناء جسرين حديثين ببغداد العاصمة التي بدأت تتسع مساحتها وتتشعب حركة المرور فيها، افتتح الجسر الاول في عام 1939 باسم جسر المامون ( الشهداء)، وفي السنة التالية افتتح جسر الملك فيصل (الاحرار)، وهما من منشآت شركة هولواي اخوان الانكليزية .
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ارتأت الحكومة انشاء جسر في شمالي الجسرين المذكورين يتكون من ممرين للسيارات والقطارات، فأشترت من الحكومة الهندية جسرا حديديا كاملا، كان من المؤمل نصبه في احدى الولايات الهندية، بمبلغ اقل من مليون دينار عراقي، بوساطة شركة ( كودفوغان لي فرانك) الانكليزية التي قامت بنقله الى بغداد . وعهد الى شركة هولواي اخوان بنصبه على دجلة في منطقة الصرافية . والجسر الحديدي الجديد اضخم واطول جسر في العراق، اذ يتكون من جسم الجسر الاساس على النهر ومقتربات حديدية لسكة القطار التي تربط محطة غربي بغداد بمحطة شرقيها .واستمر العمل بانشاء قواعده ودعاماته الكونكريتية والحديدية لمدة سنتين متتاليتين، وهو اول جسر مزدوج فضلا عن ممر للسابلة . وقد افتتحه الوصي عبد الاله في مثل هذا اليوم من عام 1955واستمر الجسر يؤدي مهمته جسرا للسيارات والقطارات الى التسعينيات من القرن الماضي، اذ اجري تحوير للجسر بالغاء سكة القطار التي مدت وفق القياس القديم للسكك (المتري) ونقضت مقترباته الطويلة، ولم يبق منها سوى دعائمها الخرسانية تحكي متانته ورصانته. ومن المؤلم ان يتعرض الجسر لعمل ارهابي جسيم بتفجيره في اذار 2007، ثم اعيد اعماره من جديد.إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 21 أكتوبر, 2011: 09:03 م