TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يحتفـــي برائد الحداثة الادبية في العراق

بيت المدى يحتفـــي برائد الحداثة الادبية في العراق

نشر في: 21 أكتوبر, 2011: 09:49 م

بغداد/ نورا خالد - محمود النمر ...عدسة/ ادهم يوسف "كنت أتوقع، معجزةً ما حتى حينما كان جثمان نجيب المانع في ثلاّجة الموتى في انتظار مراسيم الدفن. وكلما ازداد التأخير في الإجراءات الروتينية، ازددت توقعا أنه سينهض، أو ربما يعود الزمن إلى أسبوعين أو أسبوع إلى الوراء، فننسى كل شيء، وأمامنا نجيب بكامل طوفانه الفكري،
وأعاصيره العاطفية"، بهذه الكلمات بدأ الشاعر والمترجم سهيل نجم احتفالية بيت المدى بالراحل نجيب المانع، وأضاف نجم الذي اقتطع مقاطع من كلمة الشاعر صلاح نيازي التي كتبها في ذكرى وفاة صديقه نجيب المانع: "حتى ونحن في طريقنا إلى المقبرة كنت أتوقع أنه سيطلع علينا من التابوت بإحدى مفاجآته، فيحتضننا واحداً واحداً ويعتذر عمّا سبب لنا من متاعب. نظرتُ إلى حفرة القبر المستطيلة فما عدت أتبين هل في التراب حنان أم قسوة؟ أُنزل التابوت بآيات أثيرية من القرآن الكريم، وحينما ارتطمت أوّلُ حفنة من التراب المتطيّن على خشب التابوت، رنّ صوتها برنين لا شبيه له. صوت لا ينتمي إلى الحياة أو الموت، لا إلى النور ولا إلى الظلام، لا إلى بداية الإنسان ولا إلى نهايته. صوت ارتطام أول حفنة من التراب المتطين على خشب التابوت لا علاقة له بالصوت أو الصمت، لا علاقة له بالأذن البشرية أو القلب. صوت ارتطام أول حفنة من التراب المتطين على خشب التابوت، يُذهب كل صوت عداه.فقط حينما انغلق التراب، تيقنت أن نجيب غاب إلى الأبد، وانتهت مفاجآته. ما من بابٍ أو حجاب أو ظلام أعتى، أو اشدّ ضراوة من التراب إذا انغلق على إنسان، كنت متيقنا بالهاجس ونحن في الطريق إلى بيته أنه مات هذه المرة، عرفت أنه مات من تصلّب ذراعيّ من الدوي المعتم الكامد في الصدر، من الدموع التي جعلت السياقة مخاطرة، من الصمت الشامل الذي كان أعلى من كل ضوضاء، وجعل حركة الأشياء في الشارع هلامية، وكأنها تندفع من مكان إلى مكان بلا هدف. كنت متيقنا بالهاجس أنه مات هذه المرّة. هل كنت متيقنا حقا؟ نظرتُ إليه من الشباك. فاجأني بنومته على الكرسي. كان يضع ساقاً على ساق كعادته، رأسه مائل إلى اليسار، وعلى صدره كتاب. يده اليمنى على فخذه الأيمن ويده اليسرى مرفوعة إلى الأمام قليلاً، وكأنه يهم بتناول سيجارة. انسجام تام بين جسده والصمت يجعل من الموت إغفاءة، مجرد إغفاءة سعيدة. خرج الطبيب، قال إنه ميتٌ منذ أربع وعشرين ساعة. ما من أحد يستطيع أن يوجز نجيب، أو أن يختصره بكلمات أو ألوان أو بأي إيقاع. إلا أنه الوحيد الذي كان قادراً على اختصار نفسه. إغفاءة ممتلئة بالسكون. كتاب مقالات عن بروست على صدره، وفي التسجيل شريط لمختارات من شعر ريلكه بالانكليزية، وفي الجانب الآخر مقطوعات دينية لباخ، وعلى الأرض كتب معلمَّة قطع فيها بعض شوط.هذا هو نجيب كما اختصر نفسه. أزمان في زمن. قارات في غرفة واحدة. أنهار في قدح، وجبال في تمثال. آلاف الكتب. آلاف الاسطوانات. لم أرَ في حياتي غرفة مكتظة بانسجام، اكتظاظ الأطفال في الأعياد كغرفة نجيب". ياسين طه حافظ: رجل يتمتع بنوع من الإباء الراسخكان أول المتحدثين في احتفالية بيت المدى عن نجيب المانع، الشاعر طه ياسين حافظ في 1959 تعرفت على الأستاذ نجيب المانع عن طريق الكاتبة سميرة المانع والشاعر صلاح نيازي اللذين تزوجا من بعد وارتحلا إلى المملكة المتحدة. كانا إذ ذاك في السنة الرابعة/عربية في دار المعلمين العالية وكنت في السنة الثالثة/ انكليزية.. في السبعينيات بدأت اقرأ له. وحين كنت في الثقافة الأجنبية في الثمانينات صرت التقي بنجيب المانع، هو القليل الزيارات إلى دار الشؤون الثقافية، كما لبقية دوائر ومؤسسات الدولة. وما نشره في المجلة وما نشره للدار، كان بطلب وتكليف منا، وكان يلبي ما يرتضيه، مخلصاً لنفسه ولثقافته فحين أتيت بمجموعة من سلسلة Twentieth Centaury Views كل كتاب هو مجموعة مقالات عن شاعر او كاتب، تولى الأستاذ جبرا ترجمة ديلان توماس و د. عناد غزوان والأستاذ جعفر صادق الخليلي لوركا و د. عبد الواحد لؤلؤة وليم بليك واختار الأستاذ نجيب المانع، هو، تولوستوي، أقول اختاره هو لان لهذا الاختيار معنى! وأضاف حافظ: نجيب رجل عف ويتمتع بنوع من الإباء الراسخ...، رأيته ضرورياً لأننا سنرى من بعد اثر هذا المزاج والنضج الإنساني والثقافي متضحاً في اختياراته لما يترجم في سيرته الثقافية. سألني مرة كيف ستختار المواد التي تترجمها للمجلة، اعني "الثقافة الأجنبية"؟ قلت له حيرة هي الخراب الثقافي كبير ونحتاج الكثير لعمرانه فقال: اذن ستنجح في عملك هذا إدراك جيد. فأقول: إن المترجمين ليسوا في مستوى واحد من الأهمية، لا من حيث القدرة على الترجمة، ولكن من حيث الكتاب الذي يترجمونه وجدواه. فهذا مترجم يقدم عملاً يؤثر في كتابة القصة المحلية وآخر يؤثر في نمط الكتابة الشعرية وثالث يحدث انعطافه في الرؤى النقدية وأساليب كتابة النقد الأدبي ورابع في الفكر والفن وهكذا.. عدا ذلك، فهي حرفة نشكر القائمين بها ونمضي.. وتابع: أهمية نجيب المانع غير الواضحة هو انه اول من ترجم كتابا تحليليا في الموسيقى. فكتابه المهم جداً لكل مثقف: بتهوفن وتطوره الروحي، لـ سوليفان، كتاب مهم كشف لنا طبيعة الجملة الموسيقية، وتميزها عند بتهوفن وتركيب المنجز السمفوني

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الثلوج تنعش أسواق كردستان مؤقتاً وتحول جبالها إلى قبلة للسياح

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

«ساعة نهاية العالم» تقترب ثانية واحدة من «منتصف الليل»

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

بعد تعاون دولي ومحلي.. أول ميدان للتزلج في العاصمة بغداد

مقالات ذات صلة

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

 عامر مؤيد بحضور رسمي تمثل، برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وخلال حفل موسيقي وتراثي فولكلوري في ساحة السراي وسط العاصمة بغداد تسلّم وزيرُ الثقافةِ والسياحةِ والآثار د.أحمد البدراني يرافقه محافظ بغداد عبد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram