وفاة الفنان الكبير عزيز علي لم يكن عزيز علي مغنيا للمنلوجات فحسب ، فقد كان مجموعة من المواهب الفنية ، فقد كانت النصوص التي يؤديها من نظمه والالحان من ابتكاره ، فضلا عن الموضوعالت الجريئة التي تناولها ، فعده بعض الكتاب مصلحا اجتماعيا وعده اخرون داعيا سياسيا ، وكانت منلوجاته الساخرة حاضرة في ذاكرة الشعب ووعيه في الانتفاضات الوطنية في العهد الملكي .
ولد عزيز علي في بغداد عام 1910 ، واكمل فيها الدراسة الابتدائيو ودخل الثانوية المركزية الا انه فصل لمشاركته في المظاهرات الوطنية الطلابية . وعين بعدها موظفا في دائرة الكمارك والمكوس وتنقل في اقسامها في انحاء العراق . وما ان فتحت اذاعة بغداد عام 1936 ، اخذ عزيز علي يقدم منها منلوجات اجتماعية ساخرة ، نالت اعجاب المستمعين وكان ابناء الشعب يلتفون حول المذياع لسماع عزيز علي وينتظرونه بكل شوق ولهفة . غير ان حياته العامة اعتورها الاضطراب والقلق مما اثر كثيرا على مسيرته الفنية . وشهدت فترة الخمسينيات عودته الى الاذاعة ، وتقديمه منلوجات سياسية في غاية الجراة في النقد الحكومي والسياسي للدولة مما اقض مضاجعها ، وكثيرا ما منعت ، مثل ( دكتور) و(بستان) و( منه ) و ( سفينه) و ( الراديو) وسواها . وبعد ثورة تموز 1958 توقف عن تقديم المنلوجات واكتفى بتسجيل القديم منها . وسجن في الهزيع الاخير من عمره ثم اطلق سراحه ، حتى ادركته المنية في مثل هذا اليوم من عام 1995 . يذكر الاستاذ نجدة فتحي صفوة : ان عزيز علي كان ناقدا اجتماعيا اصبحت منلوجاته وثائق تؤرخ فترة مهمة من تاريخ العراق الحديث ، وكانت له موهبة شعرية وغنائية في وقت واحد بالاضافة الى كونه معلقا سياسيا وداعية للقضايا الوطنية والقومية ، وتاثيره في الراي العام العراقي كان كبيرا لانه كان يخاطب الشعب بلغته العامية ويتغلغل في نفوسهم ويصل الى قلوبهم .إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 23 أكتوبر, 2011: 08:58 م