إذا ذكرت الصحافة العراقية وتاريخها الطويل، ذكرت جريدة البلاد وصاحبها رفائيل بطي، إذ تعد في طليعة الأسماء اللامعة في هذا التاريخ، والمدرسة الصحفية الكبيرة التي تخرج فيها الكثير من أعلام الصحافة العراقية.
كان رفائيل بطي (1900-1956) قد بدأ مسيرته القلمية في أواخر العقد الثاني من القرن المنصرم، ودخل عالم الصحافة والكتابة من أوسع أبوابه، فعمل أولاً في جريدة العراق التي تعد المدرسة الصحفية الأولى له، ثم اصدر بالمشاركة مجلة قيمة باسم (الحرية) أراد بها أن تكون كإحدى المجلات المصرية الكبيرة، حتى اتفق مع جبران ملكون على إصدار جريدة يومية وفق رؤية صحفية حديثة إلا انه استقل بها في ما بعد، وفي مثل هذا اليوم من عام 1929 صدر العدد الأول من تلك الجريدة باسم جديد على أسماع القراء وهو (البلاد)، توضحت خطتها من الأعداد الأولى لها، وتقوم على نشر ما هو جديد وصادق وفق مضمون صحفي جديد وشكل لائق. ولعل هذا الجديد لم يرق لمن اعتاد القديم البالي، فبعد صدور عددها التاسع أوقفت بقرار رسمي لنشرها ما عد جريئا ومثيرا للعوام!!، ثم استمرت مسيرة البلاد بين صدور واحتجاب، وأصبحت الصحيفة الأولى التي تصدر ببغداد، وقد حرص رفائيل بطي على الإتيان بكل ما هو جديد، فابتدعت الصفحات المتخصصة (الأدب، المرأة، الرياضة...)، واستخدمت لغة عصرية وأدبية محببة. غير أن البلاد نكبت بوفاة صاحبها في عام 1956 وهو في عنفوان نشاطه، فانتقلت إدارتها إلى ورثته واستمرت بالصدور بعد ثورة تموز إلى الانقلاب الأسود في شباط 1963. إن إطلالة سريعة على مجلدات البلاد، تنبأ بما لهذه الصحيفة من دور مشهود في تاريخنا الفكري، ودور صاحبها رفائيل بطي احد أعلام نهضتنا الفكرية.rnإعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: صدور جريدة البلاد
نشر في: 24 أكتوبر, 2011: 08:16 م