TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > طغاة العالم وأهواؤهم ومقتنياتهم

طغاة العالم وأهواؤهم ومقتنياتهم

نشر في: 30 أكتوبر, 2011: 08:30 م

عندما قيل إن المال لا يشتري السعادة، ردّ ظريف بقوله إن بوسعه استئجارها. ولو أن أموال الشعوب بأكملها لم تأت لطغاة العالم بالهناء الأبدي، فمن المؤكد أنها أتاحت لهم تذوق طعمه على الأقل، كما يبدو في هذا التقرير عن عوالم مقتنياتهم التي لم تتوفر لغيرهم. وقد وضعت السلطات الأميركية خلال الأيام القليلة الماضية يدها على دار في ماليبو، كاليفورنيا، قيمتها 30 مليون دولار ومملوكة لتيودورو نغويما، ابن رئيس غينيا الاستوائية في غرب أفريقيا.
وبغض النظر عن فخامة هذه الدار الكائنة في أحد أفخم الأحياء في العالم، فإن ما يلفت النظر حقا هو محتوياتها من مقتنيات نغويما الشخصية التي لا تمت إلى هموم وطنه بصلة.ومن هذه مجموعة تذكارات لملك البوب الراحل مايكل جاكسون بقيمة 1.1 مليون دولار، تشمل قفاز البلور الأبيض الذي ارتداه في جولة Bad «باد» الغنائية، والجائزة التي تسلمها من تلفزيون «إم تي في»وهي تمثال «رجل على القمر» (أول شعار لهذه المحطة الموسيقية).ويظهر تقرير على صفحات مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أن نغويما ليس الوحيد في هذا الشأن. فالعالم الثالث يحفل بطغاة أتاحت لهم ثروات بلادهم – التي صارت ثرواتهم الشخصية – تحقيق أحلام لا توقفها إلا حدود الخيال نفسه. وفي ما يأتي بعض الأمثلة:الملك فاروق... كنز وإباحيةفاروق في طريقه للبرلمان في 1937في أعقاب إطاحة الملك فاروق عن عرشه على يد تنظيم «الضباط الأحرار» وفراره من البلاد في 1952، قاد ضابط مصري شاب مجموعة من الصحافيين الغربيين في جولة على قصر عابدين، وقال يخاطبهم: «سترون ما كنتم تظنون أن لا وجود له».وقال مراسل صحيفة «تايمز» البريطانية في تقرير له إن القصر «يترك لدى الزائر الانطباع بأن شخصا ما ملأ غرفه الواسعة بكل ما خطر له من أثاث، وأنه فعل هذا بشكل عشوائي يشير بوضوح إلى أن هذا الشخص يعاني الوحدة القاسية واليأس».ووصف المراسل أيضا بعض ما حوته تلك الغرف. وكان بين هذه خزانة تعج بعجلات الروليت، ومئات صناديق ورق اللعب التي تحمل على ظهورها صور نساء «أبعد شيء عن الحشمة»... ومجموعة أخرى من العملات النقدية الذهبية والفضية، والميداليات الروسية القيصرية، وصكوك دولارات فضية خاصة، ومجموعة من طوابع العالم البريدية تبلغ قيمتها (وقتها) مليوني دولار.صدام حسين وفنطازياتهعثرت القوات الأميركية الغازية في أحد قصور صدام حسين ودوره على غرفة نوم وُصفت بأنها «عش غرام يعود لعقد الستينات». فالجدران مغطاة بالمرايا من الأرض للسقف، والمصابيح على شكل نساء، ولوحات فنطازية تظهر عوالم خرافية يقطنها محاربون ونساء عراة أو شبه عراة. وهذه اللوحات وصفها الناقد التشكيلي البريطاني جوناثان جونز على صفحات «غارديان» البريطانية بعد العثور عليها في 2003 بأنها «تبدو وكأنها أنجزت بعلب الألوان الرشاشة لتصور عوالم ليس فيها غير رجال ذوي عضلات مفتولة ونساء بأثداء مضخّمة وصواريخ هي تصوير للعضو الذكري».ويمضي جونز قائلا: «هذه هي حثالة الفن التشكيلي وأجدر ما تكون بشخص تعلم القراءة والكتابة لتوه وبدأ يعي الأشياء من حوله بالطريقة التي يجد فيها المراهق الجديد مغزى جنسيا في كل شيء ينظر إليه.كيم جونغ إيل.. سينما و«سلّة» وكونياكأولئك الذين يعرفون شيئا عن أمزجة الرئيس الكوري الشمالي يعرفون أيضا ولعه العظيم بالأفلام على مختلف أصنافها وأن إحاطته بهذه الصناعة تجعل منه خبيرا فيها. وفي 2003 بثت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية تقريرا جاء فيه أن كيم يملك أكثر من 20 ألف فيلم على أشرطة فيديو، وأنه معجب بشكل خاص بسلسلة أفلام جيمس بوند. ويقال، من باب التهكم، إن الاستثناء الوحيد في هذه السلسلة هو Die Another Day «مت في يوم آخر» الذي تبدأ أحداثه بالعميل البريطاني 007 وهو يتلقى أقسى صنوف التعذيب في معتقل في كوريا الشمالية.ويبدو أن كيم ليس مغرما بجمع الأفلام وحسب وإنما بجمع العاملين في مجالها أيضا. فقد أصدر أوامره في 1978 – قبل خلافته والده – باختطاف مخرج وممثلة سينمائييْن كوريين جنوبيين لتصوير عدد من الأفلام عنه.ويعرف عن كيم أيضا غرامه الدفّاق بكرة السلة الأميركية ونجمها مايكل جوردان.ويقال إن مكتبته من شرائط الفيديو في هذا المضمار تضم المباريات التي شارك فيها جوردان مع فريقه «شيكاغو بولز» عن بكرة أبيها. ويذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين اولبرايت، حققت له حلما عظيما في إحدى حقب التقارب بين بيونغ يانغ وواشنطن في أواخر التسعينات حين أهدته كرة سلة ممهورة بتوقيع جوردان.على أن الإدارة الأميركية استغلت في الوقت نفسه ولع الرئيس الكوري الشمالي بالمنتجات الغربية للضغط السياسي عليه شخصيا. ومثلا فرضت إدارة الرئيس جورج بوش في 2006 حظرا على بلاده يجعل من الصعب عليه وعلى رموز نظامه تلقي السلع الكمالية مثل «آي بود» وتلفزيونات البلازما وساعات «رولكس» ودراجات «هارلي ديفدسون» النارية والدراجات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يحيي مئوية شيخ الباحثين العراقيين د. حسين أمين

الشاعر ميثم راضي يُتوَّج بالجائزة الأولى في مسابقة المعلّقة لقصيدة النثر

عمل مسرحي في النجف يناقش "آفة المخدرات"

سلاف فواخرجي تخرج عن صمتها.. وترد على الانتقادات

اقــــرأ: دولة اللادولة

مقالات ذات صلة

مسرحية أمل تواصل التألق.. رحلة مختلفة في

مسرحية أمل تواصل التألق.. رحلة مختلفة في "الهند"

 عامر مؤيد   شاركت مسرحية "امل" للمخرج الدكتور جواد الاسدي الذي مثل المسرح العراقي في مهرجان ltfok الدولي للمسرح في ولاية كيرالا في الهند المقام حاليا تحت رعاية وزارة الثقافة الهندية.   العمل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram