أمستردام - عدنان أبو زيد يرتدي الفتى الهولندي روبرت جان فال في مدينة دانبوش في الجنوب الهولندي ملابس يحاكي فيها الشخصية الشهيرة تان تان، ضمن مجموعة من الشباب والفتيان يطلق عليهم اسم "كوسبلاي"، وتعني تقليد الشخصيات الكارتونية وأبطال القصص المصورة، في ظاهرة تنتشر اليوم بسرعة كبيرة منذ أن أنشأ شباب اليابان مجاميع الـكوسبلاي Cosplay منذ مطلع التسعينات، مقلدين في لباسهم وحركاتهم أزياء الشخصيات الكارتونية والقصص المصورة والرسوم المتحركة.
ووصلت الظاهرة إلى بعض الدول العربية مثل مصر ولبنان والعراق على نطاق ضيق جدا، لكنها مرشحة للانتشار في السنين القادمة.ويخرج شباب الكوسبلاي إلى الساحات العامة والقاعات، مرتدين ملابس الشخصيات ومقلدين حركاتهم في طقوس هي اقرب في تفاصيلها إلى الأفلام والقصص والعالم الافتراضي منه إلى الواقع الحقيقي. لعبة بوكيمونومن أشهر الشخصيات التي تنال حظوة بين شباب أوربا حيث الحرص الكبير على تقليدها في الزي والسلوك، لان الفتاة البلجيكية انيا تحرص على تقليد شخصية فولبكس Volpix في لعبة بوكيمون، التي أصدرتها شركة نينتيندو في العام 1995، هي واحدة من أشهر ألعاب الفيديو في العالم. وكلمة بوكيمون كلمة يابانية وتعني وحوش الجيب. ووصلت سلسلة إصداراتها إلى الجيل الخامس حيث وصل عدد البوكيمونات إلى حوالي 650 بوكيموناً وحشياً، ويقوم الأطفال بجمع البطاقات المصورة لهذه الشخصيات. شخصية زيلداويحرص الشاب الهولندي من أصل عراقي سمير عارف على تجسيد شخصية "زيلدا" وهي من ألعاب نينتيندو للفيديو التي لاقت نجاحا باهرا حيث فاقت مبيعاتها الخمسين مليون نسخة. ويعمل سمير على تجسيد البطل الرئيس لينك link بتفاصيله الدقيقة، حاملا معه سيفا سحريا في عالم هايرول.وتجاوزت متاجر ملابس الكوسبلاي في مبيعاتها الأرقام المتوقعة مثل متجر Cospa مما يدلل على حجم الإقبال على هذه الظاهرة على رغم أن أزياء الكوسبلاي باهظة الثمن بعض الشيء.رحيل و ليتشي ويجسد بعض الفتيان شخصية رحيل Rachel و ليتشي Litchi المشهورتان بفعاليتهما القتالية التي يجسدها الخفاش مصاص الدماء.كما عكفت الفتاة المغربية فاطمة على تجسيد شخصية هاتسوني ميكو Hatsune Miku وهي مغنية خرافية من عالم المانغا الياباني بجدائلها الطويلة ووجهها المدور الجميل.واتخذ رونالد البلجيكي من شخصية الزومبي رمزا له Plants vs zombies، والزومبي كائن خرافي يعود إلى الحياة بعد الموت حيث يغامر ويكافح بغية الوصول إلى هدفه، ضمن مجموعة ألعاب الفيديو.rnالفتاة كاسومي..القدرات الخارقةوتظهر الفتاة ليما دونك على هيئة الفتاة كاسومي Kasumi ذات القدرات الخارقة في فيلم ياباني من ثلاثة أجزاء ظهر الجزء الأول منه في عام 1999 ثم ظهرت القصة في كتاب وكلعبة فيديو ولعبة كمبيوتر. أما جيدي وتويليك فهما شخصيتان من حرب النجوم، تباع من ملابسهما المئات يوميا حيث يقبل عليها شباب الكوسبلاي.والفارس المحارب جيدي Jedi الذي يمتلك قدرات خارقة ويمتاز بمهارته في استعمال السيف الضوئي، نال الحظوة لدى الفتى مايكل حيث يقلده في حركاته وأدواته وأزيائه.وجيدي وتويليك نزلا على الأرض من كوكب خيالي. وهذه الكائنات تملك قرونا في مؤخرة الرأس تمثل مركز الجهاز العصبي والذاكرة لدى هذه الكائنات.ولا يقلد شباب كوسبلاي، أبطال الأفلام السينمائية فحسب، حيث تشمل المحاكاة شخصيات ألعاب أفلام الخيال العلمي أيضا. تروبر في حرب النجومويقلد الكثير من الشباب شخصية تروبر Trooper في فيلم حرب النجوم أو Star Warsالذي عُرض لأول مرة في عام 1977. وتطور الفيلم لاحقا إلى مسلسل تليفزيوني ناجح وإلى ألعاب فيديو تدور أحداثه ضمن إطار خيالي في زمن سحيق ومجرة بعيدة جدا عن مجرتنا درب التبانة. وتتكون كلمة Cosplay من شقين، الأول costume وتعني الزي، والثاني كلمة Play وتعني المحاكاة.ويقول الشاب العراقي علي البياتي إن ظاهرة الكوسلاي تنال اهتمام الشباب العراقي، حيث يسعى الكثير من الشباب الى اتباعها، لكن غياب متاجر بيع الأزياء الخاصة بالظاهرة، إضافة إلى سيادة التقاليد الاجتماعية والقيم الدينية يحول دون خروجها إلى العلن. لكن البياتي يؤكد أن بعض الظواهر المستوردة من الغرب من مثل موسيقى الروك، تنال حظوة كبيرة لدى الشباب العراقي حيث يستمع ويقلد الشباب الكثير من الشخصيات من مثل مايكل جاكسون. ويحدث الأمر نفسه بالنسبة إلى السينما العالمية، حيث يتعلق الشباب العربي والعراقي بأسماء من مثل ليوناردو دي كابريو بطل الفيلم "تيتانيك" و بروس ولسن وآرنولد شوارزنجر وسلمى حايك.rnشباب العراق يرغب بحياة افتراضيةويعزو عواد ندرة مجاميع الكوسبلاي في العراق إلى قلة المتاجر التي تبيع المستلزمات التجميلية والملابس الخاصة بالظاهرة لكنه يؤكد أن الكثير من الشباب العراقي يحاول تجسيد شخصيات افتراضية دون جدوى.وفي الوقت الذي يتمنى الطالب الجامعي عصام كريم ( 21 سنة ) بشغف دخول أزياء كوسبلاي إلى العراق فانه يحذر من العادات والتقاليد الاجتماعية التي تحول دون الحرية الشخصية. ويقول ميسم فاضل انه في اغلب أوقاته يسعى إلى تقليد أداء الممثل الياباني جاكي شان في أزيائه وحركاته. ويتابع رحيم سعدون طراز الحياة الغربية بكل تفاصيلها من ملابس واهتمامات ثقافية وفكرية بل حتى في الأكل، حيث أقدم على قص شعره على طريقة الكابوريا.الغرب.. مصدّر الثقافاتويرى التدريس