بغداد/ نورا خالدتعد من أبرز الروائيات العراقيات، كتبت في مجالات النقد وأدب الأطفال والخيال العلمي والترجمة والعمود الصحفي. تتميز كتاباتها برومانسية عالية وتركيز شديد على البيت العراقي بكل تفاصيله وعاداته وحكاياته، ميسلون هادي التقيناها وكان لنا معها هذا الحوار:
* ماذا لو طلب منكِ كتابة رواية عن الوضع في العراق؟ - سبق أن كتبت روايات عدة وكانت تجربة العراق الساخنة حاضرة بقوة، الرواية معنية بعدم تغلب وجهة نظر على الأخرى فهي تقدم عالماً متكاملا ومن وجهات نظر مختلفة وإذا ما غلّب الروائي وجهة نظر على الأخرى فأنه قد جعل الرواية بعيدة كل البعد عن القيمة الفنية للرواية، أتمنى أن يستعير السياسي من الروائي هذه القدرة الموضوعية على تناول الشخصيات، سألوا وليم فوكنر ذات مرة عن سبب تعاطفه مع شخصية سيئة في روايته (الصخب والعنف) فأجاب: الكاتب مثل الأم والأم تتعاطف مع أبنائها الأكثر فشلاً، وأنا أتساءل: هل يستطيع السياسي أن ينظر بهذه الموضوعية؟.* كيف تشاهدين بغداد اليوم؟- شعرت أن هناك ترقيعا لبغداد وليست هناك خطة متكاملة لإظهار وجه بغداد الحديث، نعم يوجد اعتناء ببعض الأرصفة للشوارع الرئيسية، لكن ما نلاحظه من واجهات للمباني القديمة والمتهرئة اعتبره مأساة كما أن لافتات المحال تسببت بفوضى كبيرة لتلك المباني، وهذا ما تقع عليه العين مباشرة، أما الشوارع الفرعية فهي عبارة عن منخل عملاق. لذلك فأن كل الجهود التي تبذل لتحسين مظهر بغداد تذهب سدى دون تخطيط متكامل. * هل أنت متفائلة؟- أنا متفائلة لدرجة أن زملائي يعيبون شدة تفاؤلي حتى في أسوأ الظروف أحاول أن أرى الجيد من الأمور، الكاتب بطبيعته يرى الجمال وسط الخراب فهو عاشق للجمال والحياة، هذا التفاؤل والأحلام أصيبت بخيبات أمل متتالية بسبب الوضع ولكن يبقى الأمل قائماً ليتحول الحلم الوردي إلى واقع. * كيف تنظرين إلى الواقع الثقافي؟- استغرب بعض الأصوات التي تدين المثقف العراقي وتعتبره مقصراً بعدم اللحاق بالغير على الأقل بخطوات، أنا أرى أن المثقفين العراقيين لم يصمتوا لحظة واحدة في محاولة تصحيح الخطأ ونبذ القبح ونشر الجمال، صوت المثقف العراقي موجود بقوة والعراق الآن بأمس الحاجة له، في هذه الظروف الحرجة على المثقف ألا يُحصر بين قوسين من الصمت وان يكون حاضراً بقوة لكي تكون المعادلة متوازنة ومؤثرة في المشهد بشكل عام.
ميسلون هادي: أنا متفائلة بمستقبل العراق الروائي

نشر في: 31 أكتوبر, 2011: 10:02 م