بغداد/ نورا خالدفنان استطاع بسنوات قصيرة أن يكون اسما معروفا على الصعيدين العالمي والعراقي، ساعده في ذلك إلى جانب موهبته وتقنياته العالية، حبه لفنه، أضافت له الحرية التي عاشها في غربته الكثير وساعدته على الرسم بحرية لم يجدها في بلده العراق الذي تركه منذ أكثر من عشر سنوات، ستار كاووش التقيناه في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بعد عودته من هولندا وكان لنا معه هذا اللقاء:
* كيف ترسم ما يحدث اليوم في العراق؟- أتمنى أن ارسم لوحة تمثل الحب، إذ به نستطيع أن نعالج كل الأوضاع السلبية، ومن دونه لا نستطيع أن نخطو خطوة واحدة تجاه التقدم والبناء، ارسم إمكانية أن يتقبل السياسي الرأي الآخر، لندخل إلى عالم جديد مليء بالتفاؤل والحب. السياسي في أحيان كثيرة بعيد عن المحبة، فالسياسيون هنا على نقيض من الإبداع، وكل سياسي يعتقد نفسه على صح والآخر على خطأ، وبما أن لغة التفاهم لم تكن مجدية مع السياسيين، فلا بد من تجربة لغة الحب والفن عسى أن تكون مجدية. * ما الذي يفتقر إليه العراق اليوم للنهوض بالفن؟- الوضع السياسي يؤثر بشكل مباشر على الفن والفنان بشكل خاص سواء بتأثيره على نفسيته، أو من خلال عدم وجود جمهور لهذا الفن، ففي الأوضاع المتردية ينشغل الناس بأشياء كثيرة مبتعدين عن الفن، فانا أرى أن العراق أصبح يفتقر إلى الفرق المسرحية والغنائية والى صالات العرض السينمائي فضلا عن قلة المعارض الفنية والسبب يعود إلى الظروف التي مر بها العراق ولم يزل يعانيها إلى الآن، فالفن يحتاج إلى الاستقرار كي يظهر الفنانون إبداعاتهم. * ما مدى تأثير الغربة على لوحاتك؟ - الغربة سلاح ذو حدين فهي كما تعطي تأخذ، لكن بالنسبة لي فقد أعطتني الكثير، ففي هولندا مثلا 900 متحف، في كل أسبوع ازور احدها، مما أعطاني فرصة كبيرة لأتعرف على أنواع الفن والإبداع الغربي، كما أنني استفدت كثيرا من الحرية والانفتاح اللذين منحاني خيارات كثيرة في حرية الرسم أو المواد المستخدمة فيه، أضاءت لي الغربة بعض النقاط المظلمة في حياتي.* هل ما زالت بغداد حاضرة بلوحاتك؟ - غالبا ما أقوم بمزج الحضارة العراقية (بغداد العصر الذهبي) مع الحضارة الغربية الأوربية، وهذا ما مثل شخصيتي وأعطى لوحاتي خصوصية مميزة، بغداد حاضرة في فكري ولوحاتي دائما.
ستار كاووش: الغربة أضاءت بعض النقاط المظلمة في حياتي

نشر في: 2 نوفمبر, 2011: 08:57 م