TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > لا تخجل.. فلست وحدك تؤمن بالخرافات

لا تخجل.. فلست وحدك تؤمن بالخرافات

نشر في: 2 نوفمبر, 2011: 09:03 م

اعداد: اسراء الخالديهل تريد أن تشاهد تلك الساحرة الشريرة وهي تطير على مكنستها ذات العصا الخشبية عند انتصاف الليل؟ المسألة في غاية البساطة.. ما عليك سوى أن ترتدي ملابسك بالمقلوب ومن ثم تسير إلى الوراء في أرجاء البيت فتراها بكل وضوح، حتى لو كانت الغيوم تغطي السماء! هذا على الأقل ما يؤمن به الكثيرون في مختلف بقاع العالم.. وفي الولايات المتحدة بالذات تشير الأرقام الرسمية إلى أن نصف الأميركيين يؤمنون بنوع أو أكثر من خرافات كهذه.. فهل أنت منهم؟ بغض النظر عن مستوى سخافة هذه الخرافات، فالواقع يحتم علينا الاعتراف بأنها، شئنا أم أبينا، تؤثر على الكثير من تصرفاتنا بل وقراراتنا في الحياة اليومية.
في البداية.. ما الخرافة؟الخرافة اعتقاد لا أساس له يربط بين أمرين أو أكثر لا رابط بينهما من أي نوع، كأن نقول أو نعتقد بأنه إذا حدث كذا سوف يحدث كذا وكذا.. أو إذا قلنا أو فعلنا كذا فسوف يحدث كذا وكذا.. في حين أن الأمرين ليس بينهما رابط علمي أو منطقي أو حتى حدسي.هذا ما يقوله البروفيسور في علم النفس دوين ماكليرن من جامعة «ايلون» في ولاية كارولاينا الشمالية، ويضيف قائلاً: إن الخرافات يمكن تعريفها بأنها اعتقاد أو إيمان لا علاقة له بالمنطق السليم، ولا يمكن أن يقبله عقل ناضج.إذا كان الأمر كذلك والحديث عن العقل الناضج والمنطق السليم، فكيف يمكن تفسير حرص مئات الملايين من البشر في كل أنحاء العالم على «دق الخشب» خوفاً من الحسد مثلاً؟ أو التشاؤم من الرقم 13؟ أو إخفاء موعد السفر حتى لا تتعطل السفرة؟ فهل هؤلاء جميعهم يفتقرون الى العقل الناضج والمنطق السليم؟تساؤلات العلماءهذه التساؤلات وأمثالها كانت ولا تزال مدار بحث العلماء والمتخصصين في جميع أنحاء العالم. وقد نجح بعض هؤلاء في الربط بين الاعتقاد بالخرافات والعديد من أنواع الضعف المعرفي أو الإدراكي، أو ما يعرف في علم النفس بعدم التجانس أو عدم التوافق لدى المؤمنين بالخرافات. في حين قال آخرون إن السبب يعود إلى خاصية تميز كل البشر، وهي الرغبة الشديدة في تعليل كل ما يحدث، أي الربط بين الأشياء.ويقول هؤلاء: إن هذه الخاصية المفيدة جداً هي التي جعلت الإنسان يكتشف النار، وهي التي جعلته يكتشف الكهرباء أيضاً. فالريموت كونترول أو جهاز التحكم عن بعد على سبيل المثال تطبيق واضح لهذه الخاصية.. إذا ضغطت على الزر الفلاني تتغير القناة التلفزيونية من دون الاضطرار للذهاب إلى التلفزيون وتغيير القنوات.لكن المشكلة، والكلام لا يزال لعلماء النفس أصحاب هذه النظرية، هي أن التمادي في ممارسة هذه الخاصية هو الذي يوصل الإنسان إلى الاعتقاد بالخرافات إلى درجة الإيمان.التفاؤل والتشاؤميمكن القول أن الخرافات تدور حول كل شيء وأي شيء في حياتنا.. ابتداء من التشاؤم من رؤية قطة سوداء أو المرور تحت سلّم، أو التفاؤل بارتداء جوارب برتقالية أو رؤية طائر أبيض.. ولا فرق في ذلك بين رجل أو امرأة. وإذا كان الوالدان أو أحدهما ممن يؤمنون بالخرافات، وهذا هو الغالب، فمن المؤكد أن هذا الإيمان سوف ينتقل حتماً إلى الأبناء.. لن يكون الأبناء في منأى عن هذه الاعتقادات كما تقول البروفيسورة تيري وو أستاذة علم النفس في جامعة هونغ كونغ.وفي إحدى التجارب التي قامت بها هذه البروفيسورة الصينية وزعت على عدد من الأطفال أحجاراً صغيرة قالت إنها تتمتع بالقدرة على تنشيط الذاكرة وفتح آفاق المعرفة وذلك بمجرد فركها بالرأس. وبعد دقائق وزعت عليهم مجموعة من الأسئلة.. وبالطبع لم يكن مفاجئاً أن الأطفال راحوا يفركون تلك الأحجار برؤوسهم علها تسعفهم بالأجوبة الصحيحة.طلبة الجامعاتفي الجامعات أيضاً تنتشر الخرافات. ففي دراسة بريطانية نشرت نتائجها عام 2004، طلب من 275 طالباً وطالبة أن يتخيل كل منهم أن بحوزته ثلاث أوراق يانصيب.. الأولى تحمل أرقام الحظ التي يتفاءل بها كل منهم، والثانية تحمل أرقاماً تم اختيارها بطريقة عشوائية عن طريق الكمبيوتر، أما الورقة الثالثة فقد تم العثور عليها ولا أحد يعرف أرقامها.في المرحلة الثانية تم تخيير الطلاب والطالبات بين الاحتفاظ أو التخلي عن أي من الأوراق الثلاث، فاختار الجميع الاحتفاظ بالورقة التي تحمل الأرقام التي يتفاءل بها كل منهم، في حين تخلت الغالبية عن الورقة التي تحمل الأرقام العشوائية.وفي المرحلة الثالثة، تم تخيير الطلاب والطالبات بين الاحتفاظ بورقة أرقام الحظ كما يسمونها أو استبدالها بورقتين تحملان أرقاماً عشوائية اختارها الكمبيوتر، مما يعني مضاعفة احتمالات الفوز، ففضلوا الاحتفاظ بالورقة التي تحمل أرقام الحظ من وجهة نظرهم.ما الحكاية إذن؟البروفيسور مايكل شيرمر رئيس جمعية العلوم الغيبية في التادينا يقول في كتاب من تأليفه بعنوان: لماذا يؤمنون بأشياء غريبة؟ أن الناس يؤمنون بالمعجزات.. يؤمنون بالأشباح والأرواح والغيبيات والألغاز.. هؤلاء ليسوا نصابين أو مجانين.. أشخاص عاديون في غالبيتهم.. أفكارهم طبيعية، لكن هذه الأفكار انتابها بعض الخلل في مكان ما.وأشار هذا المتخصص إلى ولع الإنسان بالربط بين الأمور.. الولع في إيجاد سبب لكل شيء. وقال إن هذا الولع مفيد جداً، لكن هذا لا يعني أن الإنسان معصوم عن الخطأ، ففي كثير من الأحيان يكون الربط بين الأشياء خاطئاً من أساسه. البروفيسور جيفري رودسكي أستاذ علم النفس في جامعة موهلينبيرغ بمدينة الينتاون في بنسلفانيا يقول: اننا سنصاب بالشلل إذا ما أطلنا التفكير في كل شيء حولنا.. فالعقل البشري يعمل بطريقة تجعلنا قادرين على التفكير بطريقة بحثية لحل المشاكل التي تعترضنا مما يعني أننا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الثلوج تنعش أسواق كردستان مؤقتاً وتحول جبالها إلى قبلة للسياح

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

«ساعة نهاية العالم» تقترب ثانية واحدة من «منتصف الليل»

بعد تعاون دولي ومحلي.. أول ميدان للتزلج في العاصمة بغداد

مقالات ذات صلة

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

 بغداد / متابعة المدى وأدارت الجلسة الشاعرة غرام الربيعي، التي أكدت في مستهل حديثها على أهمية الدور الذي تؤديه المؤسسات الثقافية في العراق، مشيدةً بتجربة مؤسسة المدى ومركز كلاويز في ترسيخ الفعل الثقافي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram