بغداد / سها الشيخلي منذ سنوات اختار الشاعر والناقد عبد الرحمن طهمازي العزلة، فنادراً ما تجده يطرح رأياً في الإعلام، والسبب كما يقول هو إن هناك فوضى ثقافية.. طهمازي حاولنا أن نستدرجه ونطرح عليه عدداً من الأسئلة التي أجاب عليها بصراحته المعهودة. * ما هو تقييمك للثقافة العراقية الآن؟
- علاقتي بما يحصل ثقافيا في العراق غير كافية لإصدار الرأي، صحيح انا في العراق ولكني لست في العراق، لدي صلة اكبر بالصحافة في العالم العربي وكذلك بالصحافة العالمية عبر الانترنيت، واقرأ واكتب الشعر وقد شاركت قبل عامين في ندوة شعرية اقيمت في سويسرا بقصائد شعرية خرجت من اطار المباشرة وذات دوافع ومدلولات موجودة لدى العديد من الشعراء. هناك أمور عديدة حصلت وما زالت تحصل، وانا غير مؤهل للحكم الآن، ذلك لان حكمي سيكون جزئيا ويمكن ان اظلم الآخرين، ومن خلال التلفزيون اشعر ان هناك تكرارا وفكرا متسرعا ونوعا من الفوضى، هناك فكر لا يهتم بالأشياء الملموسة المعطاة بل يهتم بالتغريب، وهناك ترقيع في الثقافة المنتجة لدى بعض المثقفين وليس كلهم، أنا أشاهد التلفزيون وأجد أن البعض منحاز ومتحمس جدا ولهم قواعد عاطفية ونظرية رائعة جدا ولكن تشوبها الحماسة، وعليهم ان يقللوا من الاندفاع ذلك لأن البلد في حالة صيرورة، أوضاعنا انتقالية وتحتاج إلى تحفظات وان نتحدث بالشبر وليس بالأمتار ويجب ألا نغالي في كل شيء، وعلى المثقفين ألا يقارنوا ثقافتنا بثقافة أميركا او بريطانيا فلكل من الثقافتين وضع خاص لا يخلو من المشتركات. * كيف تقرأ الوضع السياسي؟ -اقرأه بشكل متناقض ذلك أن الوضع الحالي يسمح بالتناقض، وصعب عليّ أن أعطي صورة واضحة لما يجري سياسيا، عموما أنا غير سعيد بالأجواء السياسية، ربما لأنني عشت تجربة سياسية معينة، اما لماذا انا غير سعيد فكيف تريدني أن اكون سعيدا والخدمات متردية والسياسة ليست بمستوى المرحلة التي نعيشها، ونحن الآن أحوج ما نكون إلى ضمائر حية تمثل العفوية الوطنية وهذا قليل ما نجده لدى السياسيين، وهذا القليل صار يقل ومن المتوقع ان يكون شيئا آخر، تقولين عني أنني متشائم؟ فأقول سياسيونا لم يعطوا لنا الفرصة للتفاؤل، لذا يصعب عليّ ان اعطي وجهة نظر مباشرة بل يخضع الأمر إلى التحليل والفلسفة. * إذا كلفت بكتابة قصيدة أو رواية عن الوضع الحالي، كيف ستصفه؟ -لم أكلف بكتابة شيء لأسباب مهنية، في العمل التنظيمي كانت الكتابة واجب، وأنا ارفض التكليف إلا في الامور الابداعية سواء كانت قصيدة أو رواية، أما عن النهاية فإذا كانت البداية غير موجودة فالنهاية كذلك غير موجودة.
عبد الرحمن طهمازي: الوضع السياسي متناقض
نشر في: 11 نوفمبر, 2011: 10:24 م