في مثل هذا اليوم من عام 1929 روع العراق بأقدام رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون على الانتحار بإطلاق النار على نفسه بعد أزمة سياسية ونفسية قاسية لم يتحملها . تولى عبد المحسن السعدون رئاسة الوزراء أربع مرات ، كانت الأخيرة في 19 أيلول 1929 ،
وقد تولاها بعد أزمة وزارية استمرت عشرين يوما منذ أن قدم رئيس الوزراء السابق توفيق السويدي استقالة حكومته بعد تفاقم الخلافات بين أركان المشهد السياسي يومئذ : الملك فيصل الأول والمندوب السامي والحركة الوطنية ورئاسة الوزراء التي تحملت وزر الأزمة أكثر من غيرها ، واستمرت الأزمة في الوزارة التالية التي تولاها السعدون ، وكان موضوع تعديل المعاهدة مع بريطانيا اشد خلافا . وفي يوم 11 تشرين الثاني شنت المعارضة في المجلس النيابي هجوما لاذعا ضد السعدون ، وقد رد بشدة وقال إن الاستقلال يؤخذ بالقوة والتضحية وليس بالخطب الفارغة . وفي اليوم التالي استمر الهجوم عليه ، فضلا عن معاناته الشخصية ، فلم يتحمل السعدون ذلك وهو سليل أسرة مشيخة السعدون الكبيرة ، فكتب وصيته الشهيرة التي وجهها إلى ولده وذكر فيها أن الانكليز يريدون غير ما يريده الوطنيون , وعدت الوصية تلك الكتاب الأحمر في القضية العراقية . وقد صدم الرأي العام بنبأ الانتحار ، وتجلى في التشييع المهيب للسعدون وإقامة تمثال له في وسط بغداد . لقد كان السعدون احد أركان الدولة العراقية الناشئة، وبرحيله فقد العراق شخصية سياسية كبيرة.رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: انتحار رئيس الوزراء
نشر في: 12 نوفمبر, 2011: 09:18 م