النقيب يعتزل السياسة كانت الأسباب التي أصبح نقيب اشراف بغداد عبد الرحمن النقيب رئيسا للوزراء لأول حكومة عراقية ، مبررة للكثيرين وفي مقدمتهم البريطانيون ، وكانت بيدهم مقدرات البلاد بعد انتهاء الثورة العراقية عام 1920، فوجهوا رئاسة الوزارة المؤقتة إلى النقيب، واستمر حتى تتويج فيصل الأول ملكا، فوجهت إليه الرئاسة ثانية في 12 أيلول 1921وقدم استقالته في 19 آب من السنة التالية بعد اشتداد الصراع بين الحركة الوطنية والمندوب السامي البريطاني كوكس ووقوع حادثة ذكرى التتويج ونفي بعض الشخصيات الوطنية إلى هنجام.
وجهت رئاسة الوزراء مرة ثالثة إلى السيد عبد الرحمن النقيب، الذي اشتدت عليه الأمراض وصار لا يخرج من بيته ، في الوقت نفسه الذي كان موضوع المعاهدة العراقية البريطانية موضع خلاف شديد بين أطراف الحركة السياسية (الملك، الانكليز، الحركة الوطنية)، واندلاع بعض الاضطرابات في عدد من مدن العراق. وعندما بدأ الاستعداد لإجراء الانتخابات للمجلس التأسيسي الذي ينظر في المعاهدة والدستور الجديد وقانون الانتخابات النيابية، كان الجو متوترا بين تلك الأطراف ، وزاد الأمر فتاوى علماء الدين بتحريم الاشتراك في الانتخابات. فأدركت الجهات المتنفذة في المشهد أن يكون على رأس الوزارة شخصية قوية وحازمة وقادرة على التحرك . أدرك النقيب أن أيامه السياسية انتهت، فقرر اعتزال العمل العام والاعتكاف في بيته ومجلسه الأدبي، فقدم استقالته في مثل هذا اليوم من عام 1922 وعهد إلى عبد المحسن السعدون بتأليف الوزارة الجديدة.رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 15 نوفمبر, 2011: 10:19 م