منذ أن بادرت سلطات الاحتلال البريطاني في الأيام الأولى من عام 1919 إجراء الاستفتاء لمعرفة رأي العراقيين بمستقبل بلادهم السياسي ، حتى كان ذلك محفزا لنشوء حركة وطنية تبناها المعارضون للحكم الأجنبي المباشر . وبدأت تلك الحركة بدعوة الأهالي في بغداد للاجتماع في المساجد الكبيرة ،
للاستماع إلى الخطب والقصائد الوطنية التي تبث روح الحماس لدى الشعب . وفي أواخر شباط من تلك السنة نظم الوطنيون أنفسهم بحزب سري باسم حرس الاستقلال وبآخر اسمه حزب العهد ، وكان ذلك بدايات التحرك نحو الثورة التي اندلعت في منتصف عام 1920. وفي 10 آب 1919 قدم علي البزركان وجماعة طلبا إلى السلطات لفتح مدرسة ثانوية باسم الثانوية الأهلية ، ونشر خبر الموافقة الحكومية على ذلك في 11 أيلول ، وأعلن عن موقعها في دار خلف جامع السراي . وفي مثل هذا اليوم من عام 1919 افتتحت المدرسة الأهلية باحتفال كبير شارك فيه وجوه المجتمع في بغداد يومذاك ، ولكن سرعان ما بدأت المدرسة تعقد اجتماعات عامة ، ظاهرها الأدب والثقافة العامة ،وهي في الحقيقة سياسية ، إذ تلقى فيها الخطب الوطنية الحماسية والقصائد التي تدعو إلى الاستقلال ، بل أصبحت المدرسة بعد أشهر مقرا لحزب حرس الاستقلال ويعقد فيها اجتماعاته السرية . وتوضحت صورة الموقف للسلطة في حوادث شهر رمضان الذي سبق انفجار ثورة العشرين ، وتأكد للسلطة أن المدرسة أصبحت لولب الحركة الوطنية ببغداد ، فأغلقتها وطاردت رجالها الذين التحقوا بمناطق الثورة المسلحة في الفرات الأوسط . لقد أصبحت المدرسة الأهلية لدى مؤرخي العراق الحديث من الصور المهمة في المشهد الوطني قبيل تأسيس الدولة العراقية، وإحدى الممهدات الرئيسة لاندلاع الثورة العراقية الكبرى في منتصف 1920 .rnرفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: افتتاح المدرسة الأهلية
نشر في: 20 نوفمبر, 2011: 07:00 م